احتلت أخبار المنتدى الاقتصادى العالمى صدارة كثير من الصحف والمجلات العالمية وركزت فى مجملها على الأزمة المالية الراهنة وتأثيرها على «دافوس» سواء من خلال سيطرة السياسيين عليه هذه المرة بخلاف القمم السابقة التى كان نجومها من رؤساء البنوك بالأساس، أو من خلال التوجس الذى سيطر على الجميع والخوف مما قد يحدث، هذا بخلاف انخفاض التوقعات فيما يتعلق بالصفقات الممكن عقدها فى المنتدى الذى اشتهر بأنه مكان لعقد أبرز الصفقات الاقتصادية. وقالت صحيفة «تلجراف» البريطانية إن القمة الحالية أكثر قمم «دافوس» كآبة فى تاريخ المنتدى الشهير، وسيصبح غريبا أن تكون أى شيء غير ذلك وما يلفت النظر ليس هو ذلك البؤس أو الحزن لكنه الشعور ب«قلة الحيلة» الذى يعانيه كثير من المندوبين الحاضرين فى دافوس الحالى، خاصة أن المنتدى اشتهر بأنه يستعد للمشكلات ويفكر فى الحلول، إلا أن الإحساس السابق بالقدرة على تجاوز الأزمة ليس موجودًا هذه المرة. وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسح أظهر أن واحدًا فقط من خمسة من السياسيين والمشرعين ورجال الأعمال من بين 1124 شخصًا ينتمون ل50 دولة واثقون من حدوث نمو اقتصادى فى 2009، وهو ما جعل المنتدى يصدر نداء يحث فيه المشاركين على ألا يدعوا الأزمة المالية العالمية تتحول إلى أزمة للرأسمالية، وهو ما يمكن أن يحدث إذا ما اندفعت الحكومات المختلفة نحو حماية اقتصادها من خلال التدخل الرسمى فى الاقتصاد وهو ما من شأنه التأثير على آليات السوق. وفى تقرير نشره موقع «بلومبرج» الاقتصادى المتخصص، قال ستيفن روتش، رئيس القسم الآسيوى ل«مورجان ستانلى»، إن الاقتصاديين لا يمكنهم فهم التحديات التى يواجهها الاقتصاد العالمى، معربا عن انتقاده الحاد خطط الإنقاذ المنفصلة التى تقرها كل دولة على حدة، وقال إن الخطة الأخيرة التى أقرها الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما كانت «مضللة»، حيث لم يكن متوقعا أن تبدأ إدارة أوباما عملها بهذه القفزة، منتقدا مطالبة واشنطن الصين بتقوية عملتها. ومن ناحيتها ركزت صحيفة «هيرالد تريبيون» الأمريكية على تأثير الأزمة العالمية الذى وصل لدرجة عدم حضور كثير من كبار رموز الاقتصاد فى العالم وجعل السياسيين –على النقيض من كل القمم السابقة- هم نجم المنتدى وليس رجال الأعمال والبنوك، ونقلت عن فيليب ساندرس الاقتصادى الشهير قوله إن: «النظام البنكى فى العالم فى العناية المركزة حاليا، وهناك حاجة غير مسبوقة لتعاون دولى لإنقاذ الاقتصاد». وقالت فى تقرير آخر إن «رجل دافوس» هذا العام لن يكون من بين الاقتصاديين ورجال الأعمال، لكنه قد يكون رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون.