سيطر على المنتدى الاقتصادى الدولى فى دافوس هاجس الخوف من الحمائية التى لجأت إليها كثير من الدول لمواجهة الأزمة المالية فى مخالفة واضحة لقواعد الرأسمالية ونظام الاقتصاد الحر. وكان التشاؤم واضحا فى لهجة الكثيرين وعلى رأسهم امبراطور الاقتصاد والمال روبرت مردوخ الذى قال إن الأزمة الراهنة ستكون «أسوأ»، وتوقع أن تستغرق وقتا طويلا. واعتبرت صحيفة «ديلى ميرور» الأمريكية أن دافوس لايزال موجودا لكنه لم يعد نفس المنتدى الذى عرفه العالم،فالكلمة التى سيطرت على الحوارات هى «الكآبة»، كما انتهت الثقة السابقة فى العديد من مسلمات الرأسمالية المتعلقة بالأسواق الحرة. وبعدما كان منتجع دافوس الشهير فرصة للتباهى والاستعراض من قبل أثرياء العالم أصبحت تلك الظاهرة مرفوضة سياسيا على الأقل وبالتالى اختفت تقريبا هذا العام. حتى المشاهير الذين اعتادوا حضور المنتدى تقلص عددهم كثيرا. ومن الهواجس التى سيطرت على المنتدى احتمال ظهور قضايا مشابهة لقضية برنارد مادوف الذى تلاعب ب50مليار دولار أمريكى. وخلال جلسات دافوس أثيرت مشكلة العملة الأوروبية الموحدة وعدم قدرة عدد من الدول على رأسها إيطاليا واليونان على المنافسة، وبعكس ما كان يحدث فى السابق قال رئيس البنك المركزى الأوروبى جان كلود-تريشيه إنه «لا توجد خطورة كبيرة على منطقة اليورو لهذا السبب»، وجاءت تصريحات تريشيه على خلفية تخوفات سابقة أعلن فيها رئيس صندوق النقد الدولى دومينيك شرتراوس أن «منطقة اليورو قد يثبت الواقع أنها غير قابلة للتطبيق ما لم تبذل الدول الأعضاء جهدا فى السيطرة على سياساتها المالية. وفى إطار المحاولات الروسية للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية سعى رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين إلى مزيد من التعاون مع الولاياتالمتحدة، لكنه حاول خلال المنتدى اختبار توجهات الإدارة الجديدة لتحديد ما إذا كانت موسكو ستغير سياساتها، خاصة الأمنية منها وعلى وجه الدقة المتعلقة بنشر صواريخها ردا على نشر واشنطن الدرع الصاروخية.