أعمل مستشاراً لمهرجان الشرق الأوسط السينمائى الدولى فى أبوظبى منذ أول أغسطس 2007، وقد عقدت دورته الأولى فى أكتوبر 2007، وعقدت دورته الثانية فى أكتوبر 2008، وكما أوضحت للقراء فى هذا العمود، فإننى بحكم عملى فى هذا المهرجان لن أستطيع أن أنشر أى رأى حوله بالسلب أو الإيجاب، وقد التزمت بهذا التعهد، وهو أمر بديهى لا فضل فيه ولا عيب. وعندما قرأت ملفاً عن ما نشر حول الدورة الثانية فى الصحافة المصرية لاحظت أن بعض الزملاء طرحوا عملى فى مهرجان أبوظبى على أنه «خطف» للأفلام المصرية من مهرجان القاهرة، ونقل للولاء من مهرجان القاهرة إلى مهرجان أبوظبى من أجل المال، وشطح الخيال بأحدهم فقال إن ميزانية مهرجان أبوظبى مائتا مليون جنيه، بل ذهب آخر إلى تحديد أجرى وأجر نشوى الروينى مديرة المهرجان التنفيذية ونشر أن كلا منا يتقاضى مائة ألف دولار، ووجه لى الدعوة لتقديم خبراتى إلى مهرجان الإسكندرية «الغلبان» على حد تعبيره، «بس من دون دولارات» كما قال. ليس من حقى نشر ميزانية المهرجان أو أجرى أو أجر نشوى الروينى، فهذا حق هيئة أبوظبى للثقافة والتراث التى تنظم المهرجان دون غيرها. ولكن من واجبى أمام القراء والرأى العام التأكيد على أن الميزانية الكبيرة لا تصنع مهرجاناً كبيراً، وأن مشكلة مهرجان القاهرة أو مهرجان الإسكندرية ليست الميزانية المحدودة بالمقارنة مع ميزانية مهرجان أبوظبى أو غيره من المهرجانات فى العالم العربى مثل دبى أو مراكش، ومهرجان كان ليس الأهم فى العالم لأنه يملك أكبر ميزانية فى العالم. وليس فى الأمر قضية «ولاء»، فلم يكن المطلوب منى اختيار أفلام لا تليق بتمثيل السينما المصرية فى مهرجان أبوظبى، وقد اخترت ثلاثة أفلام لمسابقة الأفلام الطويلة: «زى النهارده» الذى عرض تجارياً فى مصر، ولم يكن من الممكن عرضه فى مهرجان القاهرة، والفيلم التسجيلى «نجيب الريحانى»، وهو نوع من الأفلام لا يعرضه مهرجان القاهرة أصلاً، و«خلطة فوزية» الذى فاز بجائزة أحسن ممثلة وكانت إحدى 4 جوائز فقط منحتها لجنة التحكيم للأفلام الروائية. المشكلة إذن فيلم واحد هو «خلطة فوزية»، فهل لا يجد مهرجان القاهرة أى فيلم مصرى آخر، وإذا كان الأمر كذلك، فهل تكون هذه مشكلة مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى؟! عملت مستشاراً لمهرجان قرطاج عام 1970، ولمدة سنوات طويلة، ومستشاراً لمهرجان دمشق عام 1972، ومستشاراً لمهرجان بغداد لأفلام فلسطين عام 1973، وساهمت فى تطوير مهرجان الفيلم العربى فى روتردام، ومهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية فى قطر، فما هو الغريب أن أكون مستشاراً لمهرجان أبوظبى. أما عن علاقتى بمهرجانات السينما الدولية فى مصر، وهى القاهرة والقاهرة للأطفال والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة والإسكندرية لدول البحر المتوسط، فهذا حديث آخر أنشره غداً وبعد غد. [email protected]
