دراسة: البريطانيون بين أقل شعوب أوروبا سعادة.. والدنماركيون الأسعد

أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «علوم الاقتصاد الحديثة» فى لندن، على نحو 40 ألف شخص فى شتى أنحاء قارة أوروبا، أن البريطانيين لديهم أدنى مستوى من الثقة والانتماء، مما يجعلهم من بين أقل شعوب القارة إحساساً بالسعادة، حيث احتلت بلادهم مرتبة متأخرة فى «جدول السعادة الأوروبى»، الذى أصدرته لأول مرة مؤسسة علوم الاقتصاد، من خلال طرح أسئلة مختلفة استندت على مفهومين وهما: السعادة الشخصية، ومدى أكثر شمولية على الصعيد الاجتماعى، وذلك بالنظر إلى كيفية مساهمة العلاقات مع آخرين فى السعادة الشخصية. وتدخل الدراسة فى سياق سلسلة مشروعات تهدف إلى تفسير مفهوم «الرفاهية».
وجاءت المملكة المتحدة فى المرتبة ال13 من أصل 22 دولة فى «جدول السعادة الأوروبى»، فيما احتلت الدنمارك المرتبة الأولى، ثم تلتها النرويج وسويسرا والسويد وأيرلندا، بينما جاءت فى المراكز الأخيرة كل من المجر وبلغاريا وأخيراً أوكرانيا.
وكشفت الأسئلة المطروحة أن الأجيال الشابة فى بريطانيا تعانى من أزمة ثقة، هى الأدنى بين الجنسيات الأخرى. وكشف خمس سكان بريطانيا عن اضطرابات فى النوم طيلة الوقت. وأوضحت الدراسة أن البريطانيين هم أكثر من يعانون من الملل بين سواهم من دول غرب أوروبا، فيما أعرب 20% منهم عن إحساسهم بأن أنشطتهم اليومية غير ذات قيمة.
وأظهرت الدراسة أن البريطانيين هم الأقل قابلية للاندماج مع جيرانهم من أى شعب أوروبى آخر، وأعرب 42% منهم فقط عن أنهم يشعرون بروح المجتمع. وتنخفض تلك النسبة بين الشباب إلى أقل من الثلث.
ونقلت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية عن نيك ماركس، أحد الذين شاركوا فى إعداد الدراسة، قوله «هذا ما يبديه الناس عندما يتحدثون عن مجتمع مهشم»، وذلك فى ظل معاناة البريطانيين حالياً من أزمة اقتصادية طاحنة. ويضيف ماركس «يبدو أن الحكومات يغيب عن بالها حقيقة أن هدفها الأساسى هو تحسين حياة مواطنيها..
وبدلا من ذلك أصبح لديها هاجس زيادة النمو الاقتصادى على حساب اهتمامات أخرى، متجاهلة تأثير هذا الأمر على رفاهية شعوبها». وتوضح الدراسة أن «الزيادة المجردة فى الدخل» لا تأخذ فى الاعتبار مدى عدالة توزيع الثروة، أو الآثار الاجتماعية للنمو والتغيير. وتدعو المؤسسة الحكومة البريطانية إلى اعتماد الحسابات القومية للرفاهية بوصفها أفضل وسيلة لقياس التقدم والرضا بدلاً من المقياس الاقتصادى المتمثل فى الناتج المحلى الإجمالى.
وتستشهد الدراسة ببوتان، المملكة الجبلية النائية فى جبال الهمالايا، موضحة أنها الدولة الوحيدة فى العالم التى تستخدم مقياس السعادة الوطنية لرصد كيفية تأثير التنمية الاقتصادية والاجتماعية على رفاهية مواطنيها.