انتهكت الدبابات الإسرائيلية المرابضة على حدود قطاع غزة أمس، الهدنة القائمة، وأطلقت قذائفها باتجاه منازل المواطنين فى مدينة خان يونس، جنوب القطاع، دون وقوع إصابات أو خسائر، كما أطلق النشطاء الفلسطينيون صاروخاً لم يصل إلى هدفه داخل الأراضى الإسرائيلية وسقط داخل غزة، وذلك فى وقت أعلنت فيه الرئاسة الفرنسية أنها ستقوم بإرسال فرقاطة تحمل طائرات هليكوبتر لمراقبة المياه الدولية قبالة سواحل غزة، مؤكدة فى بيان، أن «الأمر العاجل هو وقف تهريب الأسلحة بحراً إلى القطاع وتثبيت وقف إطلاق النار». جاء ذلك فى وقت أشاد فيه مسؤول بالأممالمتحدة بما وصفه «حسن نية» إسرائيل لسماحها بدخول نحو 120 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية إلى قطاع غزة يوميا، مشيراً إلى ضرورة تخفيف الحصار، «مع الأخذ فى الاعتبار المخاوف الأمنية الإسرائيلية» على حد قوله بينما واصلت إسرائيل رفضها التام فتح المعابر الحدودية بشكل كلى أمام جميع المواد الأساسية التى يحتاجها القطاع لإعادة الإعمار، بما فى ذلك مواد البناء من حديد صلب وأسمنت، الأمر الذى تعارضه إسرائيل بشدة، خشية استخدام تلك المواد فى تصنيع صواريخ. ورفضت إسرائيل النداءات الدولية بفتح معابر مع قطاع غزة، على نحو كامل، بما يقوض جهود إعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار، فضلا عن منعها تحويل أموال نقدية إلى غزة، الأمر الذى دعا جون جينج، رئيس عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى انتقاد إسرائيل، قائلاً: إنه إذا لم يحدث تغيير سريع فى سياستها، فإن إعادة الإعمار سيكون «مصيرها الفشل». وأشار جينج إلى أن إسرائيل دمرت البنية التحتية لدولة فلسطين المستقبلية أكثر مما دمرت من بنية تحتية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأكد فى هذا الصدد تصاعد حالة الغضب الشعبية بين أبناء قطاع غزة مما خلفته الحرب من دمار فى جميع قطاعات الحياة، إذ كشف محمد الأغا، وزير الزراعة فى الحكومة المقالة، أن خسائر القطاع الزراعى وحده تجاوزت ال 100 مليون دولار. وبعد يوم من انتقاد مسؤول كبير من الأممالمتحدة إسرائيل، صرح جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأن إسرائيل تظهر «نوايا طيبة» لتحسين الوضع الإنسانى فى غزة، وأضاف: «لقد لمست روحا طيبة على الجانب الإسرائيلى للمساعدة»، وذلك فى إشارة إلى موافقتها على إدخال المواد الأساسية من غذاء ودواء فقط. وقال هولمز إن إسرائيل تسمح بمرور الغذاء والأدوية إلى غزة، بمعدل 120 شاحنة يوميا، أى بشكل أكبر مما كان عليه قبل 27 ديسمبر، عندما بدأت عمليتها العسكرية فى القطاع، وأضاف: «فى الواقع وعلى النقيض، الوضع أفضل مما كان لدينا قبل بدء العمليات القتالية»، مقدرا قيمة ما يحتاجه القطاع من مواد أساسية ب «مئات الملايين من الدولارات». من جانبه، طالب خافيير سولانا، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، بفتح معابر غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، قائلاً: إن الأهم حاليا هو الاعتناء بالناس «الذين فقدوا منازلهم، ولا يملكون الغذاء ولا يحظون بالعناية الطبية»، وأضاف: «على الحكومة الإسرائيلية فتح الحدود»، مشددا فى الوقت نفسه على أن الاتحاد الأوروبى يرفض العمل مع حركة «حماس». من ناحية أخرى، أعادت أكثر من 200 مدرسة تديرها «الأونروا» فتح أبوابها للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية قبل نحو شهر، وهى المدارس المسجل بها نحو 200 ألف طفل، وكان القصف قد طال 3 مدارس. وصرح كريستوفر جانيس، المتحدث باسم «الأونروا»، بأن 53 منشأة تابعة للأمم المتحدة تضررت أو دمرت خلال الحرب، منها أكثر من 30 مدرسة، لكنه أكد أن العمل بالمدارس سيعود إلى طبيعته، حتى وإن لم تنته أعمال التصليح. على صعيد ثانٍ، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلى متان فيلنائى إن العملية الأخيرة خلقت ظروفا جديدة وزادت من فرص إعادة الجندى الأسير جلعاد شاليط على حد قوله ونقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية قوله إن إسرائيل تبذل جهودا جبارة لاستعادة شاليط. وفى المقابل، أكد سامى أبوزهرى، المتحدث باسم «حماس»، أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية فشلت فى إضعاف الحركة.