تختتم فى مدينة «يوتا» الأمريكية اليوم فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان «صندانس» السينمائى للسينما المستقلة، والذى تقيمه وتموله مؤسسة «صندانس» السينمائية برعاية الممثل الأمريكى «روبرت ريد فورد»، ومن بين الأفلام التى وجدت متنفساً لعرضها فى دورة المهرجان التى بدأت الخميس قبل الماضى، وجذبت الأنظار إليها فيلم «أمريكا» وهو إنتاج أمريكى كندى كويتى مشترك، وسيناريو وإخراج الأمريكية من أصل فلسطينى شيرين دعبس، وبطولة نسرين فوار وهيام عباس ويوسف أبووردة، الفيلم ينافس فى مسابقة الأفلام الروائية الأمريكية. وتدور أحداثه حول «منى فراح» الممثلة نسرين فوار وهى أم فلسطينية عزباء تعيش فى الضفة الغربية تتغير حياتها حين يصلها Green card «جرين كارد» أو «التأشيرة الخضراء» للتوجه إلى الولاياتالمتحدة، وتتفاءل بأنها تستطيع من خلال أمريكا تحقيق حلم الإقامة وتأمين حياتها ومستقبل ابنها المراهق «فادى» والذى تتقلص أمامه فرص العمل فى فلسطين، ويحلم بالخروج من الحصار والحياة القاسية فى ظل الاحتلال الإسرائيلى. وتتأهب منى للسفر إلى الولاياتالمتحدة، حيث تعيش شقيقتها «رغدة» الممثلة هيام عباس وزوجها «نبيل» الممثل يوسف أبووردة فى مدينة صغيرة، بينما تقوم الولاياتالمتحدة بضرب بغداد وشن حربها على العراق، وتنتاب «منى» مشاعر الصدمة عند تسلمها «التأشيرة الخضراء» فى البريد، فقد نسيت تماماً أنها كانت قد تقدمت للحصول عليها عندما كانت متزوجة، حيث طلقها زوجها ليرتبط بأخرى أجمل منها، وتنتابها أيضاً مشاعر الخوف من أنها تحمل تأشيرة أمريكية مما قد يدفع المسلمين والعرب المحيطين بها من الشعور بأنها «مميزة» عنهم بشكل دفعها للسفر إلى أرض الأحلام بعيداً عن منغصات الحياة التى يعيشونها. ومنذ أن تطأ قدماها أرض الولاياتالمتحدة يلازمها سوء الحظ، حيث تفقد نقودها فى المطار، وبصعوبة تعثر على وظيفة فى أحد البنوك نظراً لخبرتها ومؤهلاتها الدراسية المحدودة بالنسبة لهذه الوظيفة، ليكشف الفيلم عن الحلم الأمريكى لدى المهاجرين العرب ولكن من جانبه الآخر الملىء بالمشاكل والمصاعب والمفارقات التى تواجههم، بينما تقدم مخرجة الفيلم شيرين دعبس ذلك بأسلوب السخرية والفكاهة، خاصة فيما يتعلق بالتنازلات التى يقوم بها الابن وتغيير ملابسه ومظهره الخارجى وسلوكياته ليتواءم مع أقرانه فى مدرسته الثانوية. وقد أشاد النقاد بالمستوى الفنى للفيلم رغم ضعف الميزانية والإمكانيات المادية التى صنع بها، وبمخرجته فى أول أفلامها الروائية الطويلة، معتبرين إياها واحدة من قائمة طويلة من اكتشافات مهرجان «صندانس» من صناع الأفلام الجدد، مشيرين إلى المصاعب التى قد تواجه حصول الفيلم على فرص توزيعية جيدة سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، كما أثنى النقاد على طاقم التمثيل وعلى رأسهم بطلة الفيلم نسرين فوار، فى أول تجاربها التمثيلية باللغة الإنجليزية، خاصة وهى تقدم مشاهد الاعتماد على الذات والالتزام بالقوة وهى تبدأ حياتها من الصفر فى مجتمع جديد ومختلف، وأيضاً الممثل «مالك معلم» «16 عاماً» فى دور الابن الذى يتطلع للمستقبل فى عالم وثقافة مختلفة عن جذوره التى نشأ عليها.