أطباء عائدون من غزة: رأينا أماً وأبناءها الأربعة متفحمين.. وقنابل إسرائيلية تسبب «السرطان»

قال الدكتور إبراهيم العراقى، أستاذ المسالك البولية فى جامعة المنصورة وأحد الأطباء العائدين من غزة، إن إسرائيل استخدمت فى حربها على المدنيين بالقطاع قنابل محرمة دولياً، بينها «الدايم» التى تسبب السرطان بعد 6 شهور ما لم يتم بتر الجزء المصاب.
واعتبر العراقى فى مؤتمر صحفى عقد فى جامعة المنصورة، أمس الأول، أن أصعب موقف رآه فى غزة كان مشاهدة أم ومعها أطفالها الأربعة جالسين حولها والجميع متفحمين تماماً.
وأضاف العراقى أن القذائف الإسرائيلية كانت تسبب إصابات متعددة، أكثرها شيوعاً البتر فى الأطراف، وكانت تحتوى غالباً على أقراص معدنية دائرية حادة وهى قذائف متطورة، مشيراً إلى أن المريض الواحد كانت تحاول 3 فرق طبية إنقاذه، وقد يستغرق الأمر نحو 7 ساعات متواصلة، وبعدها قد يلفظ أنفاسه بين أيدينا.
وأشار العراقى إلى أن معظم إصابات البتر كانت فى المناطق القريبة من الدبابات الإسرائيلية، مثل أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، أما الأماكن التى كان يقذفها الطيران الإسرائيلى فكانت إصاباتها حروقاً خطرة جداً، حيث كانت تستخدم «الفوسفور الأبيض» وهو عبارة عن مسحوق أبيض يشتعل بمجرد تعرضه للأكسجين فى الهواء ويسبب حروقاً عميقة قد تؤدى إلى تفحم المصاب.
وذكر العراقى أن وفد الأطباء الذى سافر إلى غزة ضم 32 طبيباً مصرياً بخلاف الأطباء الأجانب والعرب، وعلى رأسهم جراح الكلى العالمى، الدكتور محمد غنيم، وعندما وصلنا مستشفى «الشفاء» كانت الروح المعنوية عند الفلسطينيين مرتفعة،
حيث يعمل طاقم الأطباء بها بشكل متواصل لمدة 14 يوماً، بدأوا بعدها فى أخذ الراحة، وكنا نستقبل فى اليوم الواحد ما لا يقل عن 50 جريحاً بخلاف المستشفيات الأخرى فى بيت لاهيا، ويوسف النجار والشجاعية.
وعلى صعيد آخر، وصلت مساعدات إنسانية إلى معبر رفح، من مواد غذائية وطبية من دول عربية مختلفة، بينها مصر على متن أكثر من 200 شاحنة، وفى أسيوط قال محمد فهمى صالح، رئيس المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، إن الأعضاء قرروا التبرع ببدل حضور الجلسات لمدة شهرين بما يعادل 80 ألف جنيه لضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة.