كلام فى الحب

«أسمع كلامك يعجبنى.. أشوف أمورك أستعجب!!» إنه من الأمثلة الدارجة ببلادنا، وعلى منوالها حكمة أخرى تتكون من كلمات ثلاث: «باب النجار مخلع!!» فكلماته فى واد بينما أفعاله مختلفة تماماً عما يقوله!
وفى حياتنا نجد كثيراً من الناس هكذا، يقولون ما لا يفعلون، وبمناسبة احتفال الأقباط بعيدهم الأسبوع قبل الماضى، أتحدث عن المواطنة والوحدة الوطنية، وأسأل حضرتك إنت فين من هذا الموضوع؟ وأستطرد قائلاً: «انظر حولك وفتش عن أصدقائك لتعرف الإجابة»!.
وأشرح ما أعنيه قائلاً: «إذا كانت الغالبية العظمى من المقربين منك والذين تستريح إليهم من ذات الدين الذى تنتمى إليه، فأنت ولامؤاخذة متعصب! وكلامك عن أهمية توثيق العلاقات بين أبناء الوطن الواحد مرفوض لأنك لم تبدأ بنفسك، وكله كلام فى كلام!!
بدليل أنك تفتقد أصدقاء ينتمون إلى غير دينك، وتنطبق عليك أغنية الراحلة أم كلثوم التى تقول: (حب إيه اللى أنت جى تقول عليه، إنت عارف معنى الحب إيه)»!. وبهذه المناسبة أتوجه بخالص التهنئة إلى أصدقائى الأقباط الذين تربطنى بهم علاقات وثيقة، وهذا ما يدعو إليه إسلامنا الجميل الذى أنتمى إليه، والحكمة التى تقول «باب النجار مخلع» لا تنطبق على العبد لله كاتب هذه السطور، والحمد لله بابى سليم!!
وأصحابى من الأقباط كل واحد منهم ناجح فى مجاله، والعديد منهم يعملون فى مجال صاحبة الجلالة، ويأتى فى مقدمتهم زملائى فى جريدة «وطنى» التى تعبر عن نبض أقباط مصر برئاسة المهندس يوسف أنطون سيدهم وفريقه، وأحرص على الكتابة فى تلك الجريدة بانتظام، وكان هناك زميل رائع توفاه الله اسمه «حسنى جندى»، مؤسس «الأهرام ويكلى»، الصادرة عن تلك المؤسسة العريقة باللغة الإنجليزية،
ويا سلام على أمير الصحافة المصرية الرجل الجنتلمان الجميل المرحوم سعيد سنبل عليه ألف رحمة، وزوجته الرائعة فادية مكرم عبيد، وهى المسؤولة عن واحدة من كبريات المدارس الإنجليزية الناجحة فى أرض الكنانة، ومن أصدقائى المقربين فى «المصرى اليوم« شاب عفريت اسمه «شارل فؤاد المصرى»،
وهو سكرتير التحرير التنفيذى وصحفى من الطراز الأول وله عدة خبطات صحفية، على رأسها حوارات مع قادة التيار الإسلامى ومنهم يوسف ندا، مؤسس بنك التقوى، وهو يعيش فى سويسرا مغضوباً عليه من الأمريكان، وقد نجح صديقى شارل فى كسب ثقته وأجرى معه حواراً مطولاً فى «المصرى اليوم»، وكذلك الحديث الذى أجراه مع المرشد العام للإخوان المسلمين، الذى قال عنه: «هذا صحفى أمين وشاطر وذكى»، وهذه الكلمات سمعتها منه بنفسى،
وأعتذر لبقية زملائى الصحفيين من الأقباط، وكنت أود أن أذكر أصدقائى هؤلاء الواحد تلو الآخر ولى الشرف فى ذلك، وأنتقل إلى مقربين من قلبى من طائفة رجال الأعمال وعلاقة حب وصداقة لوجه الله، بعيدة عن البيزنس والفلوس،
ويأتى على رأس هؤلاء صديقى الجميل لويس بشارة وأسرته، وقد بدأ من تحت الصفر وأعتقد أنه لم يتحدث أبداً عن قصة كفاحه ولا عن حياته الخاصة، لكننى رأيته قدوة ونجحت فى إجراء أول حوار معه عن حياته قبل عدة سنوات، ومنذ هذا الوقت هناك حب متبادل بينى وبينه رغم أن أفكار كل منا مختلفة تماماً عن الآخر، لكن تلك العاطفة النبيلة تلغى المسافات.