أعلن محافظ البنك المركزي التونسي، الشاذلي العياري، الجمعة، عن استرجاع تونس لقرابة 30 مليون دولار من أموال ليلى الطرابلسي قرينة الرئيس السابق زين العابدين بن علي والتي أودعتها في بنك لبناني فرنسي، مشيرا إلى أنه سيتم تحويل هذه الأموال قريبا إلى خزينة الدولة. وقال «العياري» خلال اجتماعه بأعضاء لجنة المصادرة في تونس «إن استرجاع الأموال المنهوبة من الخارج يعد أمرا صعبا للغاية فتعقبها من بلد إلى آخر يتطلب الكثير من الجهود». وتابع أن الدول التي من المرجح أن يكون لديها أموال مهربة هي سويسرا وفرنسا وكندا، مؤكدا على أهمية البعد السياسي في تسهيل مهمة استرجاع تلك الأموال المنهوبة إلى أرض الوطن. كما تسلمت تونس يختا ثانيا بقيمة 3 مليون دولار كان يملكه بلحسن الطرابلسي، صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي في ميناء حلق الوادي بالعاصمة تونس، بحسب مراسل الأناضول. وتمت مصادرة اليخت في إسبانيا وقامت السلطات الرسمية والقضائية بتسليمه لتونس الجمعة بالقاعدة العسكرية بميناء حلق الوادي. وكشف محافظ البنك المركزي أن التعامل مع سويسرا في إطار استرجاع الأموال المنهوبة لقي صعوبات كبيرة في مرحلته الأولى لكن الوضع الآن شهد تحسنا ومن المرتقب أن تصل أخبار من الجهات السويسرية قريبا جدا. وبحسب «العياري» فإن المشاكل التي تعترض عمليات استرجاع الأموال من فرنسا تتمثل أساسا في صعوبة تبادل الوثائق وترجمتها، مشيرا إلى أن تونس علمت بوجود عقارات لأسرة المخلوع بن علي في فرنسا. ولفت إلى وجود شركة كندية كانت لديها معاملات وصفقات ضخمة مع صخر الماطري صهر بن علي وهي شركة أصبحت محل متابعة قضائية من قبل السلطات الكندية. وشدّد «العياري» على ضرورة وجود علاقات سياسية متطورة بين تونس والبلدان التي تحتوي على أموال منهوبة وخاصة منها دول الخليج وليبيا مشيرا إلى أن البعد السياسي من الممكن أن يلعب دورا هاما في قضايا استرجاع الأموال المنهوبة من الخارج. وأوضح أن اللجنة التي تم إحداثها من جانب البنك المركزي التونسي لرصد الأموال المنهوبة تتابع وتتصل دوريا بالسلطات الفرنسية لمعرفة كل جديد في الموضوع. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الأموال التي هرّبها الرئيس التونسي السابق وعائلته تفوق 15 مليار دولار.