مثلما نجحت إسرائيل فى دق «إسفين» بين حماس وفتح.. نجحت وزارة المالية فى دق «إسفين» أشد بين وزارة الثقافة واتحاد الكتاب.. ومازالت المهزلة مستمرة ومازالت الوصاية مفروضة على اتحاد كتاب مصر.. لماذا يصرون على التعامل مع اتحاد الكتاب على اعتبار أنه أحد قطاعات وزارة الثقافة وليس نقابة مستقلة للكتاب والمفكرين والمبدعين؟.. وما هو تفسير ذلك العبث الوزارى فى تجميد العشرين مليون جنيه التى تلقاها الاتحاد كتبرع من حاكم الشارقة؟.. وهل من اللائق أن يتحول الأمر إلى فضيحة قابلة للتداول اللانهائى إعلامياً بما يمس كرامة ألفين من أدباء وحكماء مصر أدركتهم حرفة الأدب؟.. ألا توجد رشادة وزارية لتدارك الأمر واتخاذ إجراء سريع بتخصيص المنحة إلى الاتحاد مباشرة وليس إلى وزارة الثقافة؟.. نص قرار وزير المالية يقول: تضاف العشرون مليون جنيه لميزانية وزارة الثقافة لصالح اتحاد الكتاب.. لعن الله الروتين والبيروقراطية تلك التى تهدر أرواح المبدعين، فتموت نعمات البحيرى ويوسف أبورية والشاعر محمد الحسينى، ويعانى غيرهم كثيرون من الأمراض فى انتظار ختم النسر فى غير موضعه.. المشكلة الآن أصبحت أكبر من منحة العشرين مليوناً، إنها قضية استقلالية اتحاد الكتاب.. هناك بندان خبيثان فى القرار المؤسس للاتحاد وهما مسماران يجب خلعهما فورا: الأول هو بند يقول إن من حق وزير الثقافة إلغاء نتائج اتحاد الكتاب إذا ارتأى ذلك.. ثانياً لا يمكن قبول تبرع أو منحة أكثر من عشرة آلاف جنيه إلا بعد موافقة وزير الثقافة بالذمة هذا كلام.. نقابة محترمة المفروض أنها مستقلة تماماً، كما جاء فى مقدمة قرار إنشاء الاتحاد، ثم يتم التعامل معها بهذا الشكل غير اللائق.. كتاب مصر الآن ينادون بإلغاء هذين البندين، ويطالبون باستقلالية الاتحاد فوراً بدون قيد أو شرط، وأن يتم التعامل معهم قانونياً معاملة الجمعيات الأهلية والنقابات الخاصة.. القرار المنشئ لاتحاد الكتاب كانت له ظروف خاصة.. كان وزير الثقافة حينها هو الأديب يوسف السباعى، فأسس الاتحاد وتولى رئاسته فى نفس الوقت.. الآن نحن نعيش فى واقع سياسى جديد، وواقع اقتصادى جديد، وواقع عولمى جديد.. فلماذا هذا المنطق القديم والشمولى هو الذى يحكم العلاقة بين اتحاد الكتاب والوزارة؟.. ولماذا تظل الخصخصة فاكهة محرمة على اتحاد الكتاب؟.. وهل المطلوب من كتاب مصر الاعتصام أمام مجلس الوزراء مثل موظفى الضرائب العقارية حتى يرضخ وزير المالية؟.. أم أن مخطط الحكومة هو تحويل الكتاب المناوئين للخصخصة الخبيثة إلى «هتيفة» ترفع شعار «والنبى تخصخصونا». [email protected]