الشلل التام يهدد قطاع غزة مجدداً بعد فصل مولدات الكهرباء

عادت حالة الشلل التام لجميع القطاعات الخدمية لتهدد قطاع غزة من جديد، بعد قرار إسرائيل استمرار إغلاق معابره لليوم السادس على التوالى، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الجوانب الإنسانية المختلفة للسكان، وأعلن مسؤولون فلسطينيون أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة المغذية لغزة ستتوقف كلياً بعد توقفها جزئياً منذ أمس الأول وانقطاع التيار الكهربائى عن 30 % من أنحاء القطاع.
 جاء ذلك فى وقت كشفت فيه صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن أن هناك خلافات متصاعدة فى الرأى بين كبار ضباط الجيش الإسرائيلى بشأن مستقبل التهدئة السارية مع الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة- والتى يعد من أهم بنودها فتح المعابر- والتوقف عن شن عمليات وتوغلات عسكرية.
ترافق قرار لوزير الدفاع إيهود باراك باستمرار إغلاق المعابر مع منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية إدخال السولار الصناعى اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة فى غزة، الأمر الذى ينذر بتوقف المحطة بشكل كامل خلال ساعات بعد فصل أحد مولداتها الليلة قبل الماضية، إثر نفاد مخزونها من السولار الصناعى.
كما يلقى إغلاق المعابر ل6 أيام متواصلة بظلاله القاتمة على مختلف جوانب الحياة فى القطاع، بعد أن توقفت غالبية مطاحن القمح عن العمل، ومن المرجح أن تتوقف كبرى المطاحن «شركة المطاحن الفلسطينية» عن العمل كلياً، وهو ما يعنى أيضاً توقف المخابز.
وأكد كنعان عبيد، نائب رئيس سلطة الطاقة فى الحكومة الفلسطينية المقالة، أنه لا يوجد أى تحركات أو بوادر من أجل إدخال الوقود لمحطة الكهرباء التى سيترتب على توقفها «شلل تام فى مختلف مرافق قطاع غزة».
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «هاآرتس» أن بعض كبار الضباط يرون أن الأوضاع ستشتعل مجددا على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، متوقعين «أن تنفجر الأوضاع بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلى فى الفترة التى تلى موعد انتهاء التهدئة فى منتصف الشهر المقبل ويوم 9 يناير المقبل، حيث تنتهى فترة ولاية الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)».
من جانبه، أكد محمود الزهار، القيادى البارز فى حماس، أن الحركة لن تلتزم بهدنة طويلة الأجل مع إسرائيل فى الوقت الحالى، وقال الزهار إن العرض الخاص بالهدنة الطويلة لم يلغ، لكنه أضاف أنه لا يوجد مجال لتنفيذها فى الوقت الحالى، لأنه لا يوجد أحد فى الجانب الإسرائيلى يمكن التحدث معه حول هذا الاقتراح.
وينتهك جيش الاحتلال الإسرائيلى التهدئة، التى تم التوصل إليها بين الجانبين فى 19 يونيو الماضى، وشهد الأسبوع الماضى خروقات هى الأعنف من نوعها، إذ استشهد 7 نشطاء فلسطينيين برصاص جنود توغلوا فى مناطق متفرقة فى القطاع وفى غارات جوية نفذتها مقاتلاتهم.