** أتعجب كثيرًا من محاولة البعض تفسير نجاح فريق الكرة بالأهلى بوجود لجنة لكرة القدم، وسر تعجبى أنه لا توجد أصلاً لجنة للكرة، ولكن يوجد اختصار لمجلس إدارة النادى، أو بمعنى أدق تفويض من المجلس لرئيسه حسن حمدى، ونائبه محمود الخطيب اللذين يستعينان بالكابتن طارق سليم للتشاور معه فى أحوال الفريق بناء على تقارير من الجهاز الفنى للنادى الأهلى. هذا هو كل ما فى الأمر، لأن المجلس يعى تمامًا أن حمدى والخطيب هما الأقدر على تقييم الأمور، ثم إن كلا منهما صاحب قرار داخل النادى بصفتهما داخل مجلس الإدارة، كما أنه لا يمكن أن يتم عقد اجتماع للمجلس مثلاً فى الساعة الثالثة فجرًا أو دعوة بعض الأعضاء، وترك أعضاء آخرين، أيضًا وبكل صراحة ووضوح اتسام قدرات الأهلى الكروية بطابع الرئيس وذلك منذ عهد صالح سليم ويعاونه النائب وهو ما انطبق على حسن حمدى، ثم الخطيب من بعده، لذلك أنا لا أحب كلمة لجنة الكرة التى يتداولها البعض ويعتبرها علاجًا لمشاكل الكرة فى باقى الأندية، لأن ما يصلح للأهلى لا يصلح لغيره. ولنأخذ مثلاً نادى الزمالك فكل مجلس إدارته بدءًا من رئيسه الفاضل د. محمد عامر لا دخل لهم بكرة القدم لذلك لا يمكن أن يكونوا أعضاء بلجنة الكرة، وبالتالى لا يمكن أبدًا أن تتكون لجنة لكرة القدم بالنادى بعيدًا عن رئيس وأعضاء مجلس الإدارة!! والأمر نفسه ينطبق على نادى الإسماعيلى، الذى لا يضم فى عضويته سوى النجم السابق محمد صلاح أبوجريشة أما الباقون مع شديد احترامى لهم فهم أبعد ما يكون عن ممارسة كرة القدم لذلك لا يمكن تشكيل لجنة للكرة مثلاً فى الزمالك يكون أعضاؤها إبراهيم يوسف وأحمد مصطفى وحمادة إمام وغيرهم، لأن ذلك بالتأكيد سيثير حفيظة مجلس الإدارة وذلك خوفًا من الانتخابات، خصوصًا أن كل الأسماء السابق ذكرها سبق أن خاضت أو فكرت على الأقل فى خوض الانتخابات وقد يقول قائل، ولكن مجلس الإدارة الحالى مؤقت ولا يفكر فى الانتخابات، وأنا أقول إن ذلك أدعى من الأصل لعدم وجود لجنة للكرة لأن كل أعضائها سيرغبون فى خوض الانتخابات لذلك فشلت كل محاولات الزمالك فى تشكيل أى لجنة لكرة القدم بدءًا من الراحل عصام بهيج ومرورًا بزكى عثمان وأحمد مصطفى وحمادة إمام وغيرهم لسبب بسيط جدًا وهو أنهم ليسوا أصحاب قرار عكس النادى الأهلى، فرئيس لجنة الكرة ونائبه هما رئيس النادى ونائبه، لذلك لا داعى للمقارنة وعلينا أن ننتظر الانتخابات القادمة فى الزمالك فإن أسفرت عن فوز أكثر من عضو من لاعبى الكرة السابقين فأهلاً به عضوًا أو رئيسًا للجنة الكرة مع منح تفويض كامل من مجلس الإدارة لهم بالتفاوض والتعاقد مع اللاعبين المميزين، وفى هذه الحالة فقط يمكن للجنة أن تستعين بأحد النجوم القدامى مثل نبيل نصير أو أحمد مصطفى ووقتها سنقول إن هناك لجنة كرة جادة بالزمالك أو الإسماعيلى أو غيرهما من الأندية تستطيع أن تؤثر بشدة فى مشوار فريق الكرة بهذه الأندية ويومها فعلاً ستكون لجنة للكرة وليست لجنة للكراهية فهى تتحول بفعل التنافس من لجنة كرة «بالتاء المربوطة» إلى لجنة كره «بالهاء» والفارق كبير بل كبير جدًا بين الاثنين. ** سيظل التحكيم هو الهاجس الأكبر لكل مجالس إدارات اتحاد كرة القدم، وعلى مدى سنوات طويلة، لم يستطع إلا القلائل إقناع الشارع المصرى بقوة التحكيم ونجاحه، وعلى حد علمى فإنه منذ لجنة الراحل الكبير على قنديل لم تحظ لجنة واحدة للتحكيم بالقبول داخل الشارع المصرى، وذلك على الرغم من المحاولات المضنية التى بذلها الكثيرون لإنجاح منظومة التحكيم فى مصر ومنهم محمد حسام الدين وجمال الغندور، إلا أن ظاهرة الهجوم على التحكيم زادت بشدة فى الفترة الأخيرة، ودعونى أكون واضحًا، وعلى الرغم من ظلم الحملة أحيانًا فإننى أجد نفسى مضطرًا لتحميل بعض الحكام المسؤولية، وأيضًا قياداتهم، فمن غير المعقول مثلاً أن يقوم حكم واحد بإدارة 5 مباريات لفريق واحد ومعظمها تشهد قرارات دائمًا محل شك، ومن غير المقبول أن يتم احتساب ضربة جزاء أو ضربتين لفريق معين فى كل مباراة وهو ما يدعو للريبة وسوء الظن، ثم إنه من غير المقبول أيضًا أن يتم سب وشتم الحكام باستمرار ولا تحاول اللجنة الخاصة بهم حمايتهم حتى مجرد الرد وإعطاء الحق لأبنائها والدفاع عنهم، وأيضًا من غير اللائق أو المعقول أن نسمع عن تدخلات مستمرة من بعض المسؤولين داخل اتحاد الكرة فى تعيين بعض الحكام وتغيير بعضهم فجرًا وليلاً دون أى ردود من اللجنة، وكأنها تسلم بما حدث، أيضًا لم يكن أبدًا لائقًا باللجنة أن ترشح حكامًا للقائمة الدولية ولا تعترف بهذه الترشيحات لجان الاتحاد الأفريقى والاتحاد الدولى وذلك فى لطمة قاسية لاتحاد الكرة نفسه، وليس للجنة الحكام فقط، ولذلك أرى من واجبى أن أحذر المسؤولين فى اتحاد الكرة من فقدان السيطرة بين الحكام حتى وصلنا إلى التراشق على شاشات التليفزيون بين لاعبين وحكام فى مساجلات لم نسمع بها من قبل أبدًا، والنتيجة دائمًا هى هزيمة الحكام فياترى ماذا سيفعل اتحاد الكرة أمام هذه الظاهرة.. سننتظر ونرى. ** أخيرًا تحرك الأمن وبدأ فى التصدى لظاهرة الألتراس، الذين أفسدوا ملاعب كرة القدم فى مصر وكادوا يحرقون كل شىء حتى الأخلاقيات، ورغم أن التحرك جاء متأخرًا بعض الشىء، وذلك بعد اكتشاف مخدرات وهيروين وبانجو داخل المدرجات ناهيك عن الصواريخ، التى كادت أن تودى بحياة بعض من رجال الأمن فى المباريات السابقة. ورغمًا عن تنبيهنا مرارًا وتكرارًا، وصراخنا فى كل مكان ومناشدتنا إدارات الأندية أولاً بالتحرك نحو إيقاف هذه الظواهر السلبية التى أثرت بشدة على المشهد الكروى بل الحضارى لمصر كلها لدرجة أن إحدى الصحف الإسرائيلية سخرت بشدة مما حدث فى مباراة الإسماعيلى بين جماهير الأهلى والإسماعيلى والحرب التى دارت هناك على الهواء مباشرة، وكأننا فى ميدان قتال وليست ساحة كرة قدم، ولكننى أقول لرجال الأمن إنه لا يكفى التهوين أو التهديد أو منع البعض من حضور مباراة أو عدة مباريات، فهذا ليس حلاً، ولكن الحل من وجهة نظرى هو الضرب بيد من حديد لقتل هذه الظاهرة وإظهار العين الحمراء للجميع حتى وإن كان الأمر يتطلب إصدار تشريع به تغليظ للعقوبات، ولذلك أرى أن يتكاتف الجميع بدءًا من مجلس الشعب ووزارة العدل والمجلس القومى للرياضة، ويضعون أيديهم فى يد الأمن لإعادة الوجه الحضارى الجميل لمدرجات الكرة فى مصر بدلاً من المخدرات والهيروين والبانجو، حفظ الله شبابنا من كل سوء.