إطلاق صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان على شمال إسرائيل

أطلق مسلحون «مجهولون» من جنوب لبنان أمس 4 صواريخ «كاتيوشا» على 3 مناطق فى الجليل، شمال إسرائيل، حيث أصيب 5 إسرائيليين بجروج، وذلك بعد أيام قليلة من توعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى لبنان بفتح جبهة قتال جديدة على إسرائيل فى مناطقها الشمالية»،
وبينما نفت جماعة «حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تورطهما فى إطلاق الصواريخ، ردت إسرائيل على مصدر النيران ب«قصف مباشر» ملقية باللائمة على «فلسطينيين مقيمين فى لبنان، وليس على حزب الله، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع فوق منطقة تلال الناعمة وبلدة بعورتا، جنوبى العاصمة بيروت حيث توجد مواقع تابعة للجبهة الشعبية، التى توعد زعيمها أحمد جبريل خلال الأيام الماضية إسرائيل بفتح جبهات جديدة.
وصرح ناطق عسكرى بقوله إنه تم إعلان حالة الاستنفار على الحدود الشمالية، وإن السلطات طلبت من السكان البقاء فى أماكن ملاجئ آمنة، فضلا عن إغلاق المدارس وإجلاء التلاميذ، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعا طارئا لبحث مستجدات الموقف.
من جانبها، أمرت قيادة القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة فى لبنان «يونيفيل» بفتح تحقيق فى الأمر، معلنة حالة استنفار عسكرى على المنطقة الحدودية، وقامت القوات بتسيير دوريات مشتركة مع الجيش اللبنانى على طول الحدود المشتركة، داعية الجانبين إلى «ضبط النفس».
وبينما أكد وزير الإعلام طارق مترى أن حزب الله أبلغ الحكومة بأنه غير متورط فى تلك المسألة وأنه مازال ملتزما بقرار مجلس الأمن رقم 1701، اكتفى حيدر دقماق، مسؤول الحزب فى جنوب لبنان، بالتعليق بأن الحركة «تتحقق من المعلومة».
وبدأ الجيش اللبنانى تحقيقا للكشف عن مصدر إطلاق الصواريخ، كما قام بنشر حواجزه فى منطقة بلدة طير حرفا ومحيطها حيث يجرى تفتيش دقيق للسيارات، وسط توقعات بضلوع فصائل فلسطينية مقيمة فى لبنان، كما تم إغلاق المدارس فى منطقتى طير ورأس الناقورة، المرجح انطلاق الصواريخ منهما، تحسبا لأى رد فعل إسرائيلى قد يطالهما، فى حين قال شهود عيان من جنوب لبنان من سكان بلدة طير حرفا الحدودية مع إسرائيل إنهم سمعوا دوى انفجارات قوية قرابة الساعة الثالثة والنصف فجرا، موضحين أن أهالى تلك البلدة يغادرونها متوجهين إلى صور.
بدوره، أعرب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن «رفض الحكومة واستنكارها» لإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل، و«الرد عليها»، وأكد أن هذا العمل «من تدبير أطراف متضررة من استمرار الاستقرار فى لبنان».
وكان الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله قد أكد استعداده لمواجهة أى حرب جديدة مع إسرائيل، متوعدا إياها بخسائر أكبر من تلك التى تكبدتها فى حرب 2006، فى حال فتحت جبهة جديدة بالتوازى مع الهجوم على قطاع غزة، وقال خلال خطاب ألقاه فى ذكرى عاشوراء إن كل الاحتمالات تبقى «قائمة ومفتوحة» فى ظل أحداث غزة.
فى غضون ذلك، نفى رأفت مرة، المسؤول الإعلامى لحركة «حماس» فى لبنان أى علاقة للحركة بإطلاق الصواريخ، مؤكدا أنها تمارس عملها العسكرى داخل فلسطين، وأضاف «لا نستعمل أرضا عربية لنرد على الاحتلال، هذه سياسة حماس وموقف حماس الثابت».
وردا على سؤال حول الجهة المسؤولة، قال «لا يمكننا أن نتهم أى فصيل فلسطيني»، وأوضح «لا معلومات لدينا عن اسم الجهة التى قامت بإطلاق الصواريخ، فهذه مهمة السلطات المعنية فى لبنان»، بينما استبعد منير مقدح، مسؤول حركة التحرير الفلسطينى (فتح)، فى مخيم عين الحلوة أن يكون أحد الفصائل الفلسطينية مسؤولا عن إطلاق الصواريخ، كما أعرب سلطان أبو العينين، أمين سر حركة «فتح» فى لبنان عن أسفه لتوجيه الاتهام إلى الفلسطينيين فى تلك الواقعة، مؤكدا أن وصول أى فلسطينى لتلك المنطقة يحتاج إلى إذن من الجيش.
أما أنور رجا، المسؤول الإعلامى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد رفض نفى أو تأكيد مسؤولية الجبهة، لكنه أكد أن «من حق هذه الأمة أن تقاتل وتدافع بكل ما لديها من وسائل»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الجبهة لا تريد توريط أحد فى مثل هذه الأمور، ومحملا المسؤولية كاملة على إسرائيل.
من جانبه، أعرب الوزير الإسرائيلى رافى إيتان فى تصريحات تلفزيونية عن اعتقاده بأن «هذه حوادث فردية... توقعنا هذا»، وأضاف أن إسرائيل تعتقد أن فلسطينيين هم الذين أطلقوا الصواريخ وليس جماعة «حزب الله»، وهو ما أيده مسؤولون عسكريون، لكنه تابع أن «المسؤولية تقع بالكامل على الحكومة اللبنانية».