سادت حالة من الترقب والتوجس بين كثير من المرشحين لانتخابات النقابة العامة للمحامين، وسط تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت الانتخابات سوف تجرى فى موعدها الذى حددته اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابات المهنية بمحكمة جنوب يوم 18 يناير الجارى، أم سيتم الزج بالنقابة فى «دائرة مفرغة» قد تقودها إلى «نفق الحراسة المظلم». وتصاعدت مشاعر القلق عقب قرار مجلس الدولة تشكيل لجنة لمعاينة ومراجعة تنقية كشوف أعضاء النقابة، خاصة بعد الطعن الذى تقدم به محامون ضد هذه الكشوف. لكن المرشحين الأساسيين لمنصب نقيب المحامين، كثفوا حملاتهم الدعائية واستمروا فى جولاتهم الانتخابية بجميع المحافظات، وأكد سامح عاشور، رئيس اتحاد المحامين العرب، المرشح لمنصب النقيب، أن الانتخابات سوف تجرى فى موعدها مهما حاول من سماهم «أصحاب النفق المظلم» الذين يسعون إلى تحقيق مصلحة من خلال فرضه على النقابة، وتعطيل إرادة الناخبين من المحامين فى اختيار من يمثلهم. وواصل عاشور مؤتمراته الانتخابية فى المحافظات، وكانت أحداث غزة قد احتلت مساحة ملحوظة من خطابه الموجه للمحامين، حيث أعلن فى ختام دورة 23 التحكيم للمحامين الأسبوع الماضى، أنه أرسل توصيات إلى جميع نقابات المحامين الفرعية على مستوى الجمهورية، بأن تفتح باب التبرع بالدم والغذاء لتقديمه كإمدادات لفلسطين، مشدداً فى الوقت نفسه على ضرورة طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة. وفيما يتعلق بالمنافسة الانتخابية على مقعد النقيب قال عاشور ل«المصرى اليوم» إنها «معركة لا أستشعر فيها إلا الضجيج من المرشحين دون مطابقة ما يقولون على أرض الواقع، فكل مرشح يعرف حجمه الحقيقى فى ساحة الانتخابات». وأضاف أنه حريص على الاتصال بالمحامين والتواصل معهم، مؤكداً أنه يسعى إلى تنفيذ برنامج يلبى طموحات المحامين، موضحاً أن أبرز ملامحه تتمثل فى زيادة المعاش بشكل دورى بنسبة 10٪ كل عام، وزيادة بدل التفرغ للمحامى من 30٪ إلى 50٪ من أساسى الراتب، وتعديل قانون الشهر العقارى بحيث يسمح باعتماد توقيعات المحامى، وتفعيل المادة 124 من قانون الإجراءات الجنائية لتوفير فرص عمل للمحامين. وأشار عاشور إلى بروتوكول تعاون مع وزارة الإسكان لتوفير مساكن للشباب فى جميع المحافظات، وتوفير قطع أراضٍ فى مشروع «ابنى بيتك». بينما قطع رجائى عطية، المرشح على منصب نقيب المحامين رحلة، وصفها ب«الطويلة» فى عدد من محافظات الصعيد، وأكد ل«المصرى اليوم» أنه حصل على «مبايعة» المحامين بالمساندة والتأييد فى جميع اللقاءات التى عقدها معهم، وقال عطية إنه يعقد اجتماعات ولقاءات «حميمية» عن قرب فى غرف المحامين بالمحاكم، وأن لقاءاته لا تقتصر على المؤتمرات الانتخابية فحسب. وأعرب عطية عن تفاؤله إزاء ما أكد أنه «تأييد بلا حدود» لفوزه بالمنصب بلغ نسبة 97٪ بين جموع المحامين الذين التقاهم. وقال عطية فى كثير من لقاءاته: «أعلنت ترشيحى نقيباً للمحامين، لا نقيباً للحزب الوطنى أو الإخوان المسلمين أو أحزاب الوفد والتجمع الناصرى، فترشيحى يعد الفرصة الأخيرة لإصلاح أحوال النقابة والمحاماة». وأكد حمدى خليفة، المرشح لمنصب نقيب المحامين بالنقابة العامة، ونقيب المحامين بالجيزة، أنه سوف يستكمل المسيرة واللقاءات مع جميع المحامين على مستوى الجمهورية، معرباً عن أمله فى أن يتم إجراء الانتخابات فى مواعيدها المقررة حتى تستقر الأمور فى النقابة العامة، ويعلن المحامون عن إرادتهم الحقيقية فى اختيار من يمثلهم فى صناديق الانتخابات، وذلك بعد تنقية الجداول من «الأخطاء العمدية» التى شابتها الفترة الماضية كى تكون هناك انتخابات لجمعية عمومية حقيقية، على حد تعبيره. وقرر خليفة، تأجيل افتتاح نادى أكتوبر للمحامين «تضامناً» مع غزة و«احتجاجاً» على العدوان عليها على حد قوله. ودعا حمدى خليفة إلى عقد مناظرة علنية «مؤيدة بالمستندات» مع سامح عاشور المرشح للمنصب ذاته، قائلاً إن عاشور يردد فى المحافظات شائعات «ليس لها أساس من الصحة» حول المدينة السكنية فى الجيزة، رغم أنه تم بناء 42 عمارة. وأكد خليفة أنه سوف يواجه عاشور بتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات الذى رصد عدداً من المخالفات فى النقابة العامة وإهدار ملايين الجنيهات، إلى جانب قيامه فى المناظرة بإبراز تقرير الجهاز الخاص بالنقابة الفرعية بالجيزة، والذى لم يرد به أى ملحوظة عن أداء النقابة، و«يعد وساماً على صدر النقابة الفرعية». ودعا خليفة إلى عقد مؤتمر عام يتم فيه عقد المناظرة العلنية، وأن تكون مفتوحة على جميع وسائل الإعلام، قائلاً: «إن عاشور هو الوحيد الذى يحاول (تشويه) صورتى فى الجيزة»، مستدركاً إذا كان هناك أحد من المرشحين على منصب النقيب يرغب فى دخول المناظرة فأهلاً وسهلاً به، ولكن سامح عاشور اتخذ برنامجاً انتخابياً له من خلال مهاجمة مدينة المحامين السكنية. لكن عاشور قلل من أهمية المناظرة التى دعا إليها خليفة، قائلاً ل«المصرى اليوم» إن الواقع خير دليل ولا يحتاج إلى مناظرات لإثباته، معرباً عن «استغرابه الشديد» إزاء تشبث بعض المرشحين باتهامات تم تفنيدها والرد عليها مراراً وتكراراً. ووصف عاشور مشروع إسكان المحامين بالجيزة بأنه «وهمى»، وأن المحامين لم يحققوا أى فائدة من ورائه، مؤكداً أن قطعة الأرض جرداء لا كهرباء فيها ولا ماء ولا مرافق. وأكد خليفة أنه تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات فى نقابة المحامين بالجيزة، قائلاً إنه أقام مشروعات خدمية وأصولاً ثابتة قوية تفوق 2 مليار جنيه فى الوقت الذى «سقطت فيه النقابة العامة بمحاورها الخدمية والنقابية». وقال خليفة إنه يخوض المعركة الانتخابية وسط «تلاحم جماهيرى» على مستوى المحافظات، وعلى الأخص سوهاج وقنا وأسيوط وأسوان والأقصر، مشيراً إلى أنه عقد مؤتمرات انتخابية فى محافظات الوجه البحرى، ومن بينها بورسعيد والدقهلية والغربية والإسماعيلية والإسكندرية. وأضاف: «وجدت فى كل هذه المحافظات رغبة عارمة من المحامين فى التغيير». أما طلعت السادات، المرشح للمنصب نفسه، عضو مجلس الشعب، فقد طرح رؤيته المستقبلية فى مؤتمره الانتخابى مع المحامين بشبرا الخيمة، كما يبدأ جولة جديدة للقاء المحامين بالجيزة. وشدد السادات على أهمية قانون المحاماة الجديد لإزالة ما سماه «الفوضى التشريعية» بنقابة المحامين، مشيراً إلى أن لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب وافقت على مشروع القانون الذى قدمه منذ أسبوعين. وأكد السادات أهمية حصانة المحامى، والمساواة بين محامى القطاع العام ومحامى هيئة قضاء الدولة فى الحقوق والامتيازات. ووعد السادات ببناء مبنى يليق بنقابة المحامين وتاريخها، وإنشاء قناة فضائية تهتم بشؤون المحامين، ونقل المرافعات وجلسات المحاكم على الهواء مباشرة، إلى جانب إذاعة جلسات النقابة العامة والنقابات الفرعية، تحقيقاً ل«الشفافية» حتى يتسنى لأعضاء الجمعية العمومية مراقبة أداء من يمثلونهم فى المجلس الذى انتخبوه.