فيما حذرت المنظمات الدولية من كارثة إنسانية محدقة بقطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن العديد من الجرحى يموتون بانتظار سيارات الإسعاف التى لا تستطيع نقلهم بسبب المعارك فى قطاع غزة. وأوضحت المتحدثة دوروتيا كريميتساس أن الصليب الأحمر قلق جداً للمشاكل المرتبطة بتزويد قطاع غزة بالمياه لأن «نصف مليون شخص أى ثلث سكان القطاع مهددون بالحرمان التام من المياه». وفيما يتعلق بعمل الإسعاف قالت اللجنة الدولية إن «تحركات سيارات الإسعاف تتم بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية بهدف التأكد من عدم تعرض موظفى الهلال الأحمر للأعمال الحربية. ولكن فى غالبية الحالات، فإن وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى يستغرق ساعات». وأضافت المنظمة «أحياناً، تعجز سيارات الإسعاف تماماً عن الوصول إلى الجرحى بسبب المعارك وأعمال القصف». وفى الوقت نفسه، دعا الصليب الأحمر، إلى ضرورة الإسراع بنقل المرضى والمصابين من مناطق الخطر وحماية الفرق الطبية وسيارات الإسعاف، وقال إن الاعتداء على الفرق الطبية محظور حسب القانون الإنسانى الدولى الذى يحظر فى الوقت نفسه أى اعتداء على المنشآت التى تستخدم لأغراض طبية. ولفت رئيس الصليب الأحمر فى ألمانيا رودولف زايترس إلى نقص الأدوية فى قطاع غزة بل نقص أكفان الموتى والأقمشة اللازمة لتغطيتهم. وحسب الصيب الأحمر الألمانى فإن مخزون غزة من البنزين لا يكفى لتزويد المستشفيات بالتيار الكهربائى من خلال المولدات ولا يكفى لتزويد سيارات الإسعاف بالوقود لفترة طويلة. وفى غضون ذلك، أكد جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الأزمة الإنسانية المستشرية فى قطاع غزة تتفاقم يوماً بعد الآخر بعد 18 شهراً من الحصار الذى تفرضه إسرائيل بما فى ذلك إغلاق المعابر الحدودية والعنف العسكرى الذى اندلع أخيراً. وقال هولمز إن توريد الأغذية والإمدادات الطبية أصبح أشد خطورة من ذى قبل كما أن انقطاع الكهرباء نتيجة لنفاد أو ندرة الوقود ضاعف الصعوبات التى تواجهها المستشفيات فى علاج آلاف المصابين فضلاً عن نفاد اللوازم الطبية لعلاج الحالات الخطيرة.. مشدداً على الحاجة الماسة الآن إلى وضع نهاية للعنف. وعلى صعيد حملات التبرعات لإغاثة أهالى غزة التى عمت المدن والعواصم العربية، تبرع رجل أعمال سعودى لم يكشف هويته بمبلغ 25 مليون ريال (6.7 مليون دولار) لمساعدة أهالى غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلى منذ 27 ديسمبر الماضى. وجاء هذا التبرع فى إطار حملة أطلقها التليفزيون السعودى السبت الماضى وجمعت حتى الآن 23 مليون دولار لصالح قطاع غزة من بينها 8 ملايين تبرع بها العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.