تواصلت «مظاهرات الغضب» فى عدد كبير من محافظات مصر أمس، حيث احتشد الآلاف من مختلف فئات وطوائف الشعب المصرى فى الشوارع والمقار الفرعية للنقابات، للتعبير عن تضامنهم مع المحنة الفلسطينية، واستنكارهم الدور العربى فى مواجهتها، داعين جميعاً إلى ضرورة قطع العلاقات مع إسرائيل وضرورة «الفتح الكامل» لمعبر رفح الحدودى. ففى كفر الشيخ، نظم قيادات الإخوان المسلمين وبعض القوى السياسية والحزبية مؤتمراً، حاشداً، حضره حوالى عشرة آلاف مواطن مساء أمس الأول، أمام نقابة الأطباء بالمحافظة، لمناصرة شعب فلسطين وأبناء غزة، حيث ندد الحضور بما سموه «التخاذل» العربى والدولى، منتقدين موقف الحكام العرب من الوضع فى غزة. ودعا منظمو المؤتمر المشاركين إلى «الصيام أسبوعاً» اعتباراً من الاثنين المقبل، وقيام الليل والدعاء لأبناء غزة والتبرع بالأموال لأبناء القطاع وردد المشاركون شعارات حماسية كثيرة، منها «يا دى الظلم ويا دى العار.. مصر مشاركة فى الحصار».. «يا رئيسنا يا مسؤول.. معبر رفح ليه مقفول» كما تم توزيع المنشورات الحماسية على الحضور والاتصال تليفونياً بأحد قيادات حماس أثناء المؤتمر ونقل التأييد من شعب مصر لحماس والشعب الفلسطينى. وفى الفيوم، أعرب أعضاء وقيادات المجالس الشعبية المحلية بالمحافظة عن أسفهم الشديد لاستمرار الهجمات الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والاعتداء المتواصل على شعبها، كما نظمت المجالس الشعبية المحلية بالفيوم، بالاشتراك مع القيادات الشعبية بالمحافظة وجموع من المواطنين، وقفة احتجاجية تضامناً مع شعب غزة المحاصر أمام مقر المجلس الشعبى المحلى للمحافظة أمس. ونظم أكثر من 700 محام فى مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية وقفة احتجاجية، دعا إليها تحالف حزب الكرامة مع الإخوان المسلمين فى النقابة الفرعية، أمام محكمة فاقوس، تضامناً مع أهل غزة، مرددين هتافات «بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين»، «يا فلسطينى يا فلسطينى دمك دمى ودينك دينى»، مطالبين بفك الحصار عن غزة ونصرة أهلها ووقف العدوان الإسرائيلى عليها وطرد السفير الإسرائيلى من مصر وسحب السفير المصرى من إسرائيل. كما نظمت نقابة المحامين بالدقهلية أمس مؤتمراً ووقفة احتجاجية للتضامن مع القضية الفلسطينية وقطاع غزة. وأكد محب المكاوى، أمين عام نقابة المحامين بالدقهلية، أن ما يحدث فى غزة لا يبعد كثيراً عن مصر، وأن المخطط الإسرائيلى يهدف إلى تفكيك الوحدة العربية، ثم الانقضاض على مصر. وطالب السلطة المصرية بأن تعى الدرس وأن تتعلم أن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو الدفاع عن مصر. وأشار فوزى نصر، رئيس لجنة الشريعة بنقابة المحامين، إلى أن الإعلام المصرى موجه لتشويه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وطالب الحكومة المصرية بإثبات حسن النية لكل الشعوب العربية، من خلال فتح المعبر بشكل دائم. فيما تحولت مظاهرة نظمتها نقابة المحامين بجنوب سيناء إلى وقفة احتجاجية أمام المحكمة، بعد أن رفض الأمن خروجها إلى الشارع، وقد هتف المحامون وعددهم حوالى 100 محام، مرددين «اللى يضرب غزة اليوم بكره يضرب الفيوم» و«اللى ضرب العراق بكره يضرب الوراق». وفى الإسماعيلية، أعلن اللواء عبدالجليل الفخرانى، محافظ الإسماعيلية، أمس، زيادة المخزون الاستراتيجى من أكياس الدم بمستشفى الإسماعيلية العام إلى 400 كيس، لمواجهة احتمالات زيادة أعداد مصابى القصف الإسرائيلى على غزة، والذين يصلون تباعاً إلى المحافظة، وبلغ عددهم حتى أمس 8 حالات. وأعلن حسن عدس، أمين الحزب الوطنى بالإسماعيلية، بدء الحزب تنظيم أكبر حملة للتبرع بالدم لصالح مصابى غزة، مشيراً إلى تجاوب كبير من المواطنين فور الإعلان عن الحملة. جاء ذلك خلال زيارة قام بها المحافظ وأمين الحزب لعدد من المصابين الفلسطينيين بمستشفيى الإسماعيلية العام والجامعى. فيما قام جميع ممثلى الطوائف المسيحية بالإسماعيلية بزيارة مصابى غزة بالمستشفى الجامعى، حيث ذهب الدكتور نجيب خليل، راعى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية، ومعه الأنبا مقار يوسى، راعى الكنيسة الكاثوليكية بالإسماعيلية، والأب بولا، راعى الكنيسة الأرثوذكسية ومعهم بعض الكهنة من الكنائس. ونظمت جامعة الإسكندرية أمس مظاهرة حاشدة بكلية الزراعة بالشاطبى، تضامناً مع غزة بمشاركة الدكتور حسن ندير خيرالله، رئيس الجامعة، ونوابه وعمداء الكليات وحشد كبير من الطلبة والطالبات والأساتذة. وألقى رئيس الجامعة بياناً ناشد فيه الشعوب الحرة مشاركة الشعب الفلسطينى فى محنته، وناشد المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن تحقيق الشرعية العادلة، كما ناشد الأشقاء الفلسطينيين رأب صدع الفصائل وتوحيد صفوفهم.