أدانت منظمات حقوقية مصرية وعربية ودولية، ما تقوم به الآلة العسكرية الإسرائيلية، من جرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، العزل مؤكدين أن هذه الجرائم تمثل انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف. وطالب المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، الأمين العام للأمم المتحدة، بإصدار قرار بتشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق، وتقديم طلب إلى مجلس الأمن، بإحالة الجرائم التى وقعت وتقع فى غزة، إلى المحكمة الجنائية الدولية، على غرار ما حدث فى حالة دارفور، حتى لا يفلت الجناة من العقاب. أشار المركز، فى بيان له أمس، إلى أن هذه الجرائم التى تشكل على أقل التقديرات جرائم حرب، وفقاً للمواثيق الدولية ذات الصلة، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب فى 12 أغسطس 1949، ونظام روما الأساسى المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية. دعا البيان منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، خاصة التى تعمل فى قطاع غزة، بسرعة توثيق هذه الجرائم، وحصر الضحايا وجمع المعلومات عن الكتائب والقادة العسكريين الإسرائيليين، الذين يشاركون فى هذا الهجوم، وتقديم المعلومات إلى الأمين العام للأمم المتحدة، حال تعطيل السلطات الإسرائيلية وعرقلتها لوسائل ملاحقة المتورطين فى هذه الجرائم. طالب المركز المصرى للتنمية والدراسات الديمقراطية فى بيان له المجتمع الدولى وجميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك لتقديم المسؤولين الإسرائيليين عن ارتكاب هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، أسوة بما حدث فى البوسنة والصرب، ورواندا، ودارفور، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق فى هذه المجازر، مشدداً على ضرورة سرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى فى غزة والضفة وفك الحصار فوراً عن غزة وتمكين الشعب الفلسطينى من تلقى جميع المساعدات الإنسانية والطبية. ومن جانبها، أدانت المنظمة العالمية لمواجهة التطرف «شهود نحو التسامح» التطرف والإرهاب والتقتيل الإسرائيلى لشعب فقير وضعيف، مؤكدة أن ما تم جرائم يجب ألا تحدث، ودعت إلى أن يحاكم مرتكبوها بتهم القتل الجماعى وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية. وأكد مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز أن الحرب الجديدة كشفت الوجه النازى لدولة الاحتلال حيث أفادت تحقيقات المركز أن العدوان استهدف مقار الشرطة وجمعية مدنية خاصة بالأسرى وملعب الجامعة الإسلامية التى يدرس بها حوالى 18 ألف طالب، لافتاً إلى أن الغارات الجوية بدأت حوالى الساعة 11 ونصف صباحاً وفق التوقيت المحلى، وبشكل يكاد يكون متزامناً فى جميع أنحاء قطاع غزة، مما يدل على نوايا واضحة بإيقاع أكبر قدر من الضحايا، خلال فترة الذروة فى النشاطات اليومية للسكان. واعتبر المركز فى بيانه أن المواقف العربية الرسمية لم ترق إلى موقف شخص واحد مثل البروفيسور الأمريكى اليهودى ريتشارد فولك، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فى الأراضى الفلسطينية الذى صرح بداية الشهر الحالى بأن ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين ترقى إلى مستوى «جريمة ضد الإنسانية».