أعلن قادة الانقلاب العسكرى فى غينيا أن الحكومة قد «حلت» بعد الإعلان عن وفاة الرئيس لانسانا كونتى، وإمساكهم بزمام السلطة فى البلاد، متعهدين «بتنظيم انتخابات حرة وذات مصداقية وشفافة أواخر ديسمبر 2010»، وقالوا فى بيان بثته الإذاعة الرسمية، «يا شعب غينيا، إن إمساك جيشك بالسلطة هو عمل وطنى يلبى رغبة الشعب بالتخلص من البؤس، نحن فخورون بإنجاز هذه المهمة، إن المجلس (الانقلابى)، الفخور بإنجاز هذه المهمة، لا يطمح إلى البقاء فى السلطة». وأضاف البيان: «إن هدفنا الوحيد يكمن فى المحافظة على وحدة أراضى البلاد، وعليه، يتعهد المجلس بتنظيم انتخابات حرة وذات مصداقية وشفافة أواخر ديسمبر 2010». وختم البيان بتأكيد «التزام المجلس (العسكرى) باحترام هذا الاعلان». وكانت ولاية الرئيس الغينى لانسانا كونتى، الذى فارق الحياة مساء الاثنين الماضى، تنتهى فى نهاية 2010. كما أكد الانقلابيون تشكيل «مجلس وطنى»، ليحل محل الحكومة، لكن لم يتضح بعد من يمتلك مقاليد السلطة فى الدولة الواقعة غرب أفريقيا. وأوضح قائد الانقلاب فى غينيا موسى داديس كامارا، مساء أمس الأول، «نقدم لكم لائحة اسمية بأعضاء المجلس الوطنى للديمقراطية والتطور»، معددا الأسماء. ولم يدل الكابتن كامارا بأى تعليق حول قيادة هذا «المجلس»، التى قد تكون موضع خلاف بين الانقلابيين. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) أمس أن هذا المجلس يضم 32 عضوا، معظمهم من المسؤولين العسكريين بالإضافة إلى 6 من المدنيين، مشيرا إلى أن كامارا يرأس هذه اللجنة. وأضاف الراديو أن هناك تقارير من العاصمة كوناكرى تشير إلى أن بعضا من مؤيدى هذا الانقلاب يرغبون فى أن يرأس الليفتنانت كولونيل سيكوبا كوناتى، أحد قادة الجيش، هذه اللجنة. وكان كوناتى قد قاد انقلابا عسكريا فى الثالث من أبريل 1984 بعد أسبوع على وفاة أول رئيس فى غينيا المستقلة أحمد سيكوتورى. وفى غضون ذلك، ناشد رئيس الجمعية الوطنية فى غينيا المجتمع الدولى أمس، التدخل للحيلولة دون نجاح محاولة انقلاب فى بلاده. وقال أبوبكر سومبارى «المجتمع الدولى يجب أن يحتشد لمنع الجيش من تعطيل العملية الديمقراطية كما صاغها الدستور». يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه مجلس السلم والأمن فى الاتحاد الأفريقى اجتماعا طارئا، حول الوضع فى غينيا فى مقر المنظمة فى أديس أبابا أمس. وقبل بدء الاجتماع المغلق وقف السفراء الأعضاء فى مجلس السلم والأمن دقيقة صمت، تكريما لذكرى الرئيس الغينى لانسانا كونتى، الذى توفى مساء الاثنين الماضى. وكان الاتحاد الأفريقى قد «أدان بشدة»، أمس الأول، محاولة الانقلاب العسكرى فى غينيا بعد ساعات قليلة على إعلان وفاة رئيس الدولة. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، لمرحلة انتقالية سلمية وديمقراطية فى غينيا. وفى الوقت نفسه، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها لن تعترف بأى حكومة تنشأ عن انقلاب عسكرى فى غينيا، وأنها تريد أن يكون انتقال السلطة هناك بطريقة ديمقراطية. ونقل راديو «صوت أمريكا» عن شون ماكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله «إن الدبلوماسيين الأمريكيين فى العاصمة الغينية كوناكرى يقولون إن هناك حالة من الهدوء النسبى، ونحن نعرب عن تعازينا بشأن وفاة الرئيس لانسانا كونتى». وأضاف ماكورماك «ما نريده هو أن يكون هناك انتقال إلى نظام حكم يتسم بديمقراطية أكثر، ونحن مستعدون للتعاون لتحقيق ذلك». كما أدان الرئيس النيجيرى عمر يارادوا أمس ما وصفه بالاستيلاء غير الدستورى على السلطة الذى تم فى جمهورية غينيا من جانب الجيش، فيما أكد مصدر قريب من أسرة لانسانا كونتى، أمس، أن الجنازة الوطنية للرئيس الغينى ستنظم غداً «الجمعة».