بعد ساعات من وفاة رئيس جمهورية غينيا لانسانا كونتى عن عمر 74 عاماً والذى حكم البلاد منذ عام 1984 بعد صراع طويل مع المرض، قاد عسكريون انقلاباً للاستيلاء على السلطة، وطالبوا اعضاء الحكومة وكل الضباط بالتوجه إلى الثكنة العسكرية الرئيسية فى العاصمة كوناكرى «ضمانا لسلامتهم». وحسب بيان تلقته الإذاعة الوطنية فى كوناكرى، قال الانقلابيون: «نظرا لإعلان المجلس الوطنى من أجل الديمقراطية والتنمية الاستيلاء على السلطة يرجى من أعضاء الحكومة وجميع الضباط التوجه إلى ثكنة الفا يايا ديالو لضمان سلامتهم». وأوضح الانقلابيون فى سلسلة بيانات تمت تلاوتها عبر الإذاعة أن «المجلس الوطنى من أجل الديمقراطية والتنمية الملتزم بالتعهدات التى وردت فى البيان الأول يؤكد تمسكه بمواثيق الاتحاد الأفريقى والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والأممالمتحدة». وفى الوقت الذى أعلن رئيس الوزراء الغينى أحمد تيديان سوارى الحداد الوطنى 40 يوماً على وفاة كونتى، قرر الجيش حل البرلمان والحكومة، وجاءت هذه التطورات رغم مناشدة سابقة من سوارى للجيش والشرطة بالحفاظ على استقرار البلاد فى هذا الوقت العصيب. ومن جانبه، أعلن القائد العسكرى موسى داديس كمارا تشكيل «مجلس استشارى» من قادة مدنيين وعسكريين يحل محل الحكومة ويحمل اسم» المجلس القومى للتنمية والديمقراطية، مؤكدا أن مؤسسات الدولة «عاجزة عن حل الأزمات التى تواجه بلادنا، ومنذ اليوم سيتم وقف العمل بالدستور، كما سيتم وقف الأنشطة السياسية والنقابية». وأضاف كامارا أن البلاد تعيش حالة من «اليأس الشديد، وكان لابد من عمل شىء لوقف الفساد وتحسين الاقتصاد». وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) أن الهدوء ساد شوارع كوناكرى عقب إعلان الجيش حل الحكومة وتعليق العمل بالدستور موضحة أن شوارع كوناكرى لم تشهد انتشارا غير معتاد لقوات للجيش. وأشارت ال «بى.بى.سى» إلى أن أبوبكر سومبار، رئيس المجلس الوطنى فى البلاد، «الجمعية الوطنية» أعلن وفاة كونتى عبر التليفزيون الحكومى، وطلب سومبار من المحكمة العليا فى غينيا الإعلان رسميا بأن منصب الرئيس شاغر مما يعنى وجوب تنظيم انتخابات رئاسية فى غضون 60 يوماً، وينص الدستور على أنه إذا ما شغرت الرئاسة، يتولى رئيس الجمعية الوطنية إدارة شؤون البلاد مؤقتاً ويقوم بتنظيم انتخابات رئاسية فى غضون 60 يوماً. وكان كونتى قد استولى على السلطة فى انقلاب أبيض عام 1984 وأحكم قبضته على السلطة فى بلاده حتى وفاته. ويذكر أن غينيا بيساو بلد فى غرب أفريقيا غنى جدا بالثروات المعدنية وشعبه فقير جدا، وشهد فى 2007 تظاهرات معادية للنظام شلت البلاد وأسفر قمعها عن سقوط 186 قتيلاً على الأقل. وكانت غينيا البلد الوحيد فى أفريقيا الناطق بالفرنسية الذى رفض المجموعة الفرنسية الأفريقية التى اقترحها الجنرال شارل ديجول واختار الاستقلال فى 1958 وتبن نظاماً اشتراكياً وتملك ثروات معدنية هائلة أهمها الحديد والألماس والذهب، وهو الدولة الأولى فى العالم المصدرة للبوكسيت. ويحتل هذا البلد المرتبة ال 160 من أصل 177 على لائحة مؤشر التنمية الإنسانية لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، حيث يعيش أكثر من 40% من سكان غينيا تحت عتبة الفقر.
