«كلما رأيت صورة تجمع الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا شنودة، قلت البابا يكسب! إنه يخدم المسيحية بإخلاص، ويدافع عن مصالح الأقباط بقوة، أما فضيلة الإمام الدكتور محمد سيد طنطاوى، فهو مجرد موظف يخدم بإخلاص نظام مبارك، أما قضايا المسلمين فتأتى عنده درجة عاشرة بعد خدمة السلطان». أعلاه ما تفتق عنه ذهن الأخ محمد عبدالقدوس، وجرى به قلمه فى «الدستور»، يحك أنف الإمام الأكبر بمقارنته بالبابا، مقارنة ظالمة للرجلين معا، عبدالقدوس يبغى الهجوم على شيخ الأزهر فيمتدح البابا، بيغيظ الإمام، يقول متفكها البابا يكسب! لا الانتقاص من قامة الدكتور طنطاوى سنتيمترا، يزيد من قامة البابا شنودة مترا، ولا الحط من شأن الإمام ذراعًا يرفع من شأن البابا باعًا، الإمام أرفع شأنا من أن يمسه قلم مسلم (وإن تأخون)، يلقبونه الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، والبابا أرفع شأنًا من أن يمتدحه قلم مسلم (وإن تأخون) فى مكايدة بغيضة تأباها نفس كل مسلم ومسيحى، يلقبونه قداسة البابا، بطريرك الكرازة المرقسية، مقارنة إخوانية فجة تصب فى إناء الطائفية، الذى يهدد البلاد بالغرق فى بحر الظلمات. البابا كان أول الزائرين للإمام المريض، شفاه الله وعافاه، يحبه فى الله، ليس هكذا تورد الإبل يا أخ عبدالقدوس، هناك ألف طريقة للقدح فى حق الإمام الأكبر سياسيًا، يقر الإمام ويعترف بضعف ثقافته السياسية، البعض دأب على توريطه سياسيا، هناك مليون طريقة لامتداح البابا دون التعريض بالإمام الاكبر. البابا يخدم المسيحية بإخلاص، عبدالقدوس يذهب مدفوعًا إلى الغلو والتفتيش فى الضمائر، عبدالقدوس عين نفسه مقياسا، له باع، يقيس الإخلاص بالذراع، البابا مخلص، يعنى الإمام مفرط، الكلام إليك يا جارة، بالقياس يمكن القول إن مرشدك وملهمك مهدى عاكف يقدم مصلحة التنظيم على مصلحة الإسلام، ومصلحة الجماعة «الإخوان» على مصلحة الأمة، وإخوان غزة على مسلمى الأرض المحتلة، وإخوان مصر على مسلمى مصر، والمسلمون عنده نوعان، إخوان مسلمين، ومسلمون بشرطة، مِتْعَلِمْ عليهم، الإخوان أولى بالرعاية. الأخ عبدالقدوس يتبنى موقف الإخوان من الإمام الأكبر، معلوم إن الإخوان لن يرضوا عن شيخ الأزهر، حتى يتبع مرشدهم، يدخل الباب سجدا ويقول حطة، نغفر خطاياكم، يؤخونونه.. صحيح البابا يخدم المسيحية بإخلاص، ويدافع عن مصالح الأقباط، ولكنه لا يخطط لفتح مصر والأمصار المجاورة. يعتقد عاكف وإخوانه فى طاعة ولى الأمر، ولو ولّىَ عليهم عبد ماليزى، سل الشيخ محمد الخطيب، مفتى جماعتك، جماعة أولى الأمر، البابا يخدم المسيحية بإخلاص، هلا شققت عن قلبه، يقول الإمام مجرد موظف يخدم بإخلاص نظام مبارك، أما قضايا المسلمين فتأتى عنده درجة عاشرة بعد خدمة السلطان، هلا شققت عن قلبه؟! شيخ الأزهر يخدم (السلطان) نظام مبارك، مرشد الإخوان يخدم (السلطان)، يخدم التنظيم العالمى للإخوان، أما قضايا المسلمين فتأتى عنده درجة عاشرة بعد خدمة (التنظيم)، يا أخى تعلم من تراث والدك شيئا بدلا من السمع والطاعة العمياء لمدرس ألعاب، على الأقل الإمام حافظا للكتاب مفسر لآياته، فقيه، يفقه حتما فى الدين، بحسب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين».. وليس التنظيم!