عزيزاتى وأعزائى بنات وأبناء مصر حبيبتى الحانية والقاسية فى آن واحد على فلذات أكبادها. هل فكرتم فى طبائعنا التى تميل حيناً إلى الفردية السلبية والتمحور حول النفس والتى قد تصل ببعضنا مثل يوسف عبدالرحمن وكيل أول وزارة الزراعة السابق إلى حد أن يسمم أبداننا بإدخال المبيدات المسرطنة، ليحقق لنفسه ولشركائه الثراء؟ هل يساعدنا أبناء وبنات مصر من العاملين فى الطب والعلوم فى تفسير سيطرة نزعة الفردية السلبية التى تصل إلى حد تدمير الجماعة الوطنية والأهل والأحباء على شخص معين؟ هل يقولون لنا ما إذا كانت العناصر الوراثية والجينية هى التى تحدد طبائع هذا النوع من البشر الذى يبلغ فى شراسته حد شراسة الذئاب فى الفتك بضحاياها، وهل يتفضلون فيقدموا لنا وصفة يمكننا بواسطتها نحن العاملين فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية أن نمكن فى أرض مصر الجميلة لنزعات الحنان والمحبة وتقاسم الخير ولميول التعاطف والتراحم واللطف بالنفس وبالآخرين؟ إننى أطرح كل هذه الأسئلة بعد أن غمرنى تيار دافق من الحنان واللطف من بنات وأبناء حبيبتى الحانية القاسية بعد أن جاهرت بأننى أحد ضحايا المبيدات المسرطنة، وبعد أن أطلقت الثلاثاء الماضى والأسبق نداءات المطالبة بإجراء الوقاية للناس أجمعين، وتدريب الأطباء على التشخيص المبكر والصحيح للأورام الليمفاوية والسرطانية حتى لا تستفحل فى أبدان المصريات والمصريين، وكذلك مطالبة القصر الرئاسى بوضع السياسات العاجلة لعلاج الضحايا علاجاً ناجعاً بالمجان، حيث إن الجانى يوسف عبدالرحمن هو من أتباع الحكومة وموظفيها الكبار، وهى بالتالى مسؤولة عن تعويض الناس عن جرائمه، على الأقل بتوفير العلاج بكرامة واحترام، وليس بالوساطة أو التسول من المسؤولين الذين يتمتع بعضهم بجينات حانية رقيقة وإنسانية، بينما يتمتع آخرون بجينات الشراسة والوحشية والأنانية والعجرفة على العباد. فى نطاق طبيعة أمنا الحانية اتصل بى الثلاثاء الماضى الأستاذ سيد على، الصحفى بالأهرام، ودعانى فى مساء ذلك اليوم للمشاركة مع الطبيب الذى نجح فى تشخيص إصابتى وهو الدكتور محمود عبدالله، مدرس الأمراض الجلدية بطب عين شمس، فى حلقة من برنامجه «ببساطة» على قناة «المحور». ماذا أقول لكِ أمنا فكلما احتدم الغضب فى صدرى وأوشكت على الشجار معكِ بسبب أبنائك غلاظ القلوب سارعت بإرسال بناتك وأبنائك من ذوى القلوب الرقيقة الحانية، فتهدأ الحروف على سن قلمى وأمد فى حبال الصبر، معلقاً أملى بأن تستيقظ المشاعر الحنون فى قلوب السادة الذين يقبضون على مقاليد الحكم والقرار فيكملوا المهمة التى بدأوها بتطهير وزارة الزراعة وتقديم الجناة إلى المحاكمة ويمدوا أيديهم بمسؤولية الراعى عن رعيته إلى ضحايا هذه الوزارة، إلى أن يحدث هذا، دعونا نلاحظ أمرين مهمين: أولهما النصائح الذهبية التى قدمها فى البرنامج المذكور على الهواء الأستاذ الدكتور سميح عبدالقادر، أستاذ المبيدات والسموم للوقاية من المبيدات المسرطنة، بعد أن أكد وجودها، فهذه النصائح أصبحت ضرورة لكل من يريد أن يخفض نسبة إصابته هو وأبنائه بأى أورام خبيثة فهى صادرة عن أستاذ فى السموم وهى سهلة التطبيق فى حياتنا وهى توفر علينا مشقة المرض ومعاناته. قال الدكتور سميح إن 95٪ من نسبة المبيد المسرطن أو المسبب للسرطان، تتراكم فى قشرة الخضروات والفواكه، وبالتالى فإن نصيحته الرئيسية هى ضرورة إزالة قشرة أى شىء قابل للتقشير قبل تناوله، وثانياً يجب الغسل الجيد وليس المتعجل لكل الخضروات والفواكه، ثم نقعها فى الخل سبع دقائق، وبعد ذلك تشطف شطفاً جيداً. وهناك نصيحة صعبة التنفيذ حيث يقول الدكتور سميح إن منتجات الحقل المكشوف أفضل صحياً من منتجات الصوب المغلقة، ولذا ينصح بشراء المنتجات الأولى ولعل أحداً يقول لنا كيف نميز بين الاثنتين، فلقد نسيت أن أسأل د.سميح عن ذلك على الهواء. إن مثل هذه النصائح الوقائية يجب أن تصل إلى كل البيوت، وهذه مهمة الإعلام وبرامجه الناجحة، أما الأمر الثانى الذى يجب الالتفات إليه فهو المسارعة من جانب وزير الصحة إلى إعداد برامج مكثفة وعاجلة لتدريب الأطباء على التشخيص المبكر الصحيح، خاصة فى الحالات التى تبدأ فيها الأورام الليمفاوية على شكل بسيط وهو بقع غامقة فى الجلد. فهذا أمر ميسور بدوره ومصر مليئة بالخبرات الجامعية فى علاج الأورام، مما يسهل نقل المعرفة إلى قواعد الأطباء فى كل مكان عبر قنوات متعددة. اسمحوا لى الآن أن أشكر كل القراء الذين كبدوا أنفسهم مشقة إرسال تعليقات، سواء على الإنترنت أو بالاتصال التليفونى، وأن أؤكد أن شحنة الدعوات على يوسف عبدالرحمن وشركائه ستتحول إلى طاقة مادية تطارده وتنزل به العقاب الذى يستحقه فى مهربه، كما أن الدعوات بالشفاء لكل المصابين ستتحول إلى طاقة حانية تنزل على أجساد المتألمين برداً وسلاماً. من الرسائل ذات الفائدة العملية رسالة القارئ شريف محمود التى يقول فيها: إن وزارة الصحة المصرية تلزم جميع المستشفيات الحكومية بأن تشترى العلاج الأقل تكلفة، وبالتالى الأقل فى المادة الفعالة، وبالتالى تكون النتيجة أنك تعالج المرض وتفسد جميع أجزاء الجسد من كبد وكلى ويموت المريض، نتيجة فشل الكلى أو تليف الكبد. ويقول القارئ إن هذا يكبد الدولة مصاريف أكثر نظراً لإضافة أدوية أخرى لعلاج الأعراض الجانبية. وهنا أرجو من يملك المعلومات عن طريقة الحصول على العلاج المجانى أن يرشدنا إليها لنعممها على الناس الذين لا يعلمون الطريقة. هناك اقتراح آخر أرجو أن ينظر فيه المسؤولون قدمه القارئ ماجد حسنى لإنشاء مركز طبى ضخم، تكون مهمته فقط الكشف المبكر على المواطنين لاكتشاف إصاباتهم المبكرة بالمرض الخبيث وتدبير التمويل من ميزانية الدولة والتبرعات لنحمى أجيالنا الصغيرة من هذا الخطر، بدلاً من التأخر فى الاكتشاف. أما القارئة شيماء حسن فتقدم خبرتها الشخصية مع والدتها التى أصيبت بالمرض وأخطاء التشخيص وما يترتب عليها من تأخير العلاج وتفاقم المرض، وتنصح بملاحظة سرعة الترسيب فى الدم حيث إن زيادتها تشير إلى وجود التهاب ما فى الجسم يجب تعقبه إلى أن يتم تحديده. إننى أدعو لكل مصاب من القلب بالشفاء، ولكل سليم بدوام الصحة والعافية، وأغدقى أمنا على المصابين من حنانك.