قال محمد عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن الرئيس محمد مرسي «لا يحكم وحده مصر، حيث يقوم مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالدور الأكبر في وضع أجندة حكمه للبلاد»، مضيفا «الجماعة لا تضيع الوقت في السعي للسيطرة على أجهزة ومؤسسات الدولة». وجاءت كلمة «السادات» أثناء مشاركته في مؤتمرعقده معهد واشنطن للشرق الأدني، مساء الخميس الماضي، في جلسة جاءت بعنوان «مصر بعد عامين علي الثورة: مرحلة انتقالية متعثرة»، والتي كانت من المقرر أن تكون مناظرة مع الدكتور حلمي الجزار القيادي الإخواني، الذي لم يحضرها بعد أن علم بوجود إسرائيليين في المؤتمر، حسب تصريحاته. وقال الباحث في المعهد الأمريكي، إيريك تريجر، ل«المصري اليوم»: «التقيت الجزار يوم الأربعاء قبل يوم من عقد المؤتمر، ولم يخبرني في حديثي معه أنه لن يشارك في المؤتمر، وبالتالي لم يقدم أي اعتذار عن التكلفة الكبيرة التي تحملها المعهد لإحضاره إلى واشنطن». وأضاف: «القيادي الإخواني كان على علم بأنه يشارك في مؤتمر عن الشرق الأوسط في واشنطن يحضره مشاركون من مصر وإسرائيل وسوريا وفلسطين والأردن، ومع هذا فإن مناظرته لم يشارك فيها إسرائيليون». ومن جانبه، ذكر «السادات» أن «الجماعة يسيطر عليها نظرية المؤامرة، وهي بالتالي تركز علي الاستحواذ على السلطة، وليس بناء مؤسسات الدولة، وإدارة شؤون البلاد بشكل جيد». وأضاف أن الجيش ارتكب أخطاء في المرحلة الانتقالية، ولكنه أوفى بوعده الأساسي بتسليم السلطة، والبقاء علي الحياد من الأحزاب السياسية، مضيفا: «الجيش هو المؤسسة الوحيدة القوية المتبقية في مصر، ويستحق الدعم، لأنه غير متورط مع أي حزب». وحذر «السادات» من مقاطعة الانتخابات المقبلة، قائلا: «المقاطعة لا فائدة منها، لأن الجماعة ستكون سعيدة، بينما أحزاب المعارضة خارج العملية الانتخابية»، مشيرا إلى أن المعارضة المصرية لا تزال تعاني الانقسام والمضايقة الموروثة من حقبة مبارك. وتوقع «السادات» أن المعارضة الليبرالية يمكن أن تفوز ب50% في الانتخاباتت المقبلة إذا تعاونت واتحدت ضد الإسلاميين من السلفيين والإخوان الذين يسيطرون علي قرابة نصف الأصوات الانتخابية، قائلا: «المعارضة عليها أن تعمل الكثير خلال الأشهر الثلاثة المقبلة للفوز في الانتخابات». وأشاد «السادات» بدور السفارة الأمريكية في التحدث مع جميع الأحزاب السياسية، مما جعلها تبتعد عن شبهة التدخل في الشؤون السياسية لمصر، قائلا: «كما أن قانون الانتخابات يعد منطقة يمكن أن تتحدث فيها واشنطن عن ضرورة التزام مصر بالقيم العالمية والالتزامات الدولية دون أن تظهر مناصرة لفصيل سياسي بعينه». وتوقع ألا تقوم جماعة الإخوان المسلمين بأي تعديل في معاهدة السلام مع إسرائيل، نظرا لعدم قدرتها التعامل مع كل الجبهات السياسية في وقت واحد. وأكد السادات أن مصر في حاجة ماسة إلى قرض صندوق النقد الدولي، موضحا: «سيجلب المزيد من المنافع على مصر، ولكنه يتطلب أيضا إصلاحات صعبة وضرورية، وتفضل الجماعة أن يتم تأجيل التفاوض على القرض بعد إجراء الانتخابات».