أستاذ مجدى الجلاد.. قرأت مقالك الأخير «قضية أمن قومى»، واسمح لى أن أعلق عليه قائلاً: الرزق ولقمة العيش ليسا فقط سبباً فى التأثير على الأمن القومى.. ولتسمح لى أن أقص عليك حكايتى: أنا خريج كلية علوم دفعة 2006، ومن المفترض أننى من التخصصات النادرة «تخصص الميكروبيولوجى» وإلى الآن لم أجد وظيفة! ولا تلمنى يا سيدى، فقد حاولت فى شركات الأدوية، ولكن قوبلت بالرفض، لأننى غير لبق فى الكلام! وهذا ليس عيباً فالله خلقنى هكذا.. ولا تعجب عندما تعلم أننى أعمل حالياً بائعاً فى محل، وزميل لى يعمل فى محل فول وطعمية، ونرى زملاء لنا نتيجة الواسطة يعملون فى أرقى المناصب، وذنبنا أننا لا نملك واسطة، على الرغم من حصولنا على تقدير مرتفع فى الكلية.. ليس هذا ما يحزننى فأنا أؤمن بقضاء الله ورزقه وأحمده، ولكن عندما أكون فى الشارع، ويوقفنى أمين شرطة ويطلب بطاقتى فأعترض قائلاً: الضابط فقط من حقه أن يطلبها.. وكانت النتيجة أنه انهال علىّ ضرباً - حتى بعدما اطلع على البطاقة - وقلت له: أنا خريج علوم فقال: إيه يعنى؟ ومظهرى ليس كالبلطجية الذين أراهم يبيعون المخدرات عينى عينك ولا يستطيع أحد أن يكلمهم! لا أخفى عليك يا سيدى عندما عدت إلى البيت انهمرت فى البكاء بعد أن دمرت كرامتى.. أليس من حق الإنسان أن يحس بكرامته؟ فشهادة الكلية لم تنفعنا فى الحصول على الوظيفة اللائقة، ولا فى حفظ كرامتنا! أليس هذا أيضاً سبباً فى تهديد أمن مصر القومى.. أنا أعرف نفسى.. لا يمكن أن أفكر يوماً أن أخون بلدى، ولكن صدقنى ليس حباً فى مصر، إنما لأن الله منَّ على بنعمة الإيمان، وقيم وأخلاق تمنعنى من خيانتها! أعتذر على الإطالة وشكراً. عمر إسماعيل