الحياة فى الفترة المقبلة ستكون صعبة، فالأزمة الاقتصادية العالمية بالتأكيد ستلقى بظلالها علينا بشكل مباشر وغير مباشر، وستحتاج ربة الأسرة لأن تبدأ ترتيب أولوياتها وإدارة ميزانية محدودة فى ظل ارتفاع أسعار غير محدد وربما انخفاض فى دخل الأسرة. ماذا نفعل كنساء وصفنا الرسول بأننا شقائق الرجال؟ وقال عنا صلاح جاهين إننا أفضل وزراء مالية، هل يمكن أن ننجح فى إدارة منازلنا وإدارة حياتنا التى تهب عليها العواصف من كل جانب، وعلينا أن نتحلى فيها بالحكمة والصبر والمثابرة، ونعود كما كنا وكما وصفنا شيخنا الجليل الشافعى حين قال: «من لم يتزوج مصرية فلم يتزوج»، لقد تخلينا عن صفاتنا التى كانت تميزنا، عنادا فى الرجل الذى تنازل عن دوره ومسؤولياته التاريخية التى منحته عن استحقاق لقب رب المنزل، فى الأمثال قالوا: «الست تعشش والرجل يطفش» لكن للأسف المرأة وجدت أن هذا الدور الرائع لم يعد يناسبها فى زمن طالبت فيه بالمساواة وليس التكامل، وهنا أضع خطاً أحمر حتى لا أُفهم خطأ، المرأة العاملة فى عملها عليها أن تطالب بالمساواة الكاملة بزميلها فى الأجر والترقى والامتيازات مادامت تقوم بأعباء العمل مثله، لكن فى المنزل الأمر يختلف، الرجل فى البيت لا يحتاج لزميل يتساوى معه لكن لزوجة يستكمل بها نواقصه. أستاء من المرأة عندما تصرح بأنه حين يعلو صوت زوجها فى المنزل أو يتلفظ بكلمة نابية فإنها تذيقه من نفس الكأس، وربما تزيد وتتباهى بذلك أمام صديقاتها وبالتأكيد يسمعها أولادها، ودون أن تدرى تسهم فى هدم صورة الرجل الأب عند ابنها، والرجل الزوج عند ابنتها. المرأة فى كل الأزمنة وإلى نهاية العالم لا يمكنها أن تتحقق لها سعادة حقيقية وإحساس بالأمان دون رجل يساندها ويدعمها فى الحياة، وعليها فى هذا الزمن الصعب أن تقاتل للحصول على هذه السعادة حتى إن لم تجد عند رجل هذا الزمان ما تصبو إليه بفعل ظروف كثيرة وأفكار دخيلة وعالم مفتوح بلا ضوابط. لى صديق فنان كاريكاتير سألته مرة عن رأيه فى المرأة فقال: إنها المشروع المتطور من الرجل، وقيل إن المرأة لم تخلق من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه، ولا من رجله لئلا يحتقرها، بل خلقها الله من ضلعه لتكون تحت جناحه فيحميها، وقريبة من قلبه فيحبها ويحترمها، وقال الرسول، صلى الله عليه وسلم: «خير متاع الدنيا زوجة صالحة إذا نظر سرته، وإذا غاب عنها حفظته فى ماله وعرضه»، «خير متاع الدنيا»، وصف رائع به تقدير عال جداً للزوجة الصالحة. لماذا تخلينا طواعية عن دورنا كسند لرجلنا فى الحياة؟ حينها كنا بالفعل أقوى من الآن، لأن من يعطى أقوى وأهم ممن يأخذ، حين كانت المرأة المصرية حصيفة فى منزلها، تديره بصبر وحكمة وسعة صدر كانت الحياة أجمل رغم بساطة ما فيها، تتعالى أصوات النساء - ومعهن كل الحق - عودوا رجالاً نعد نساء.