إهمال وصل حد الفوضى.. وجريمة فى حق شارع تاريخى استلزمت وقفة لإعادة البهاء إلى الشارع، الذى لم تحترم العشوائيات تاريخه، هكذا يرصد كتاب «شارع المعز لدين الله الفاطمى» سلوكيات القبح، التى جنت على تاريخ هذا الشارع، استوجبت ترميمه وإعادة ترتيبه. تعاقبت مراحل التدهور والاعتداء على شارع المعز حتى صار أشبه بالمنطقة العشوائية وصولاً للقرن العشرين، وبدأت الهجرة السكانية تشكل عبئاً ثقيلاً عليه، حتى تحول إلى ما يمكن تسميته «منطقة ورش» وليست مركزاً ثقافياً وحضارياً، فضلاً عن الاعتداء العمرانى المعاصر، الذى كشف عن وجهه القبيح مما أحدث تلوثاً بصرياً واعتداء على حرمة التاريخ والانتهاك المرورى وتعاظم مشكلات المرافق فى الشارع، الذى صار غارقاً فى فيضان من الصرف الصحى، الذى اجتاح شواهد أثرية مهمة جداً فى الشارع كان لابد من وقفة، وإعادة نظر لإحياء الشارع، ستلزمت دراسة علمية متخصصة ومتأنية ومطولة لإعادة القدسية التاريخية له، وقد جمعت الدراسة بين ما هو تاريخى وعلمى وهندسى، وبحث أساليب تطوير الشارع والحفاظ على كنوزه. ولأن القاهرة مسجلة على لائحة التراث العالمى كثانى مدينة بعد مدينة كيتو بالاكوادور فقد تم الرجوع لكل الرسائل العلمية لأساتذة جامعيين مصريين وصولاً للدراسة التى أعدها برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة عام 1998، فضلاً عن مشروع المجلس الأعلى للآثار، «مشروع تطوير القاهرة التاريخية» والذى، يعتبر نقطة انطلاق تجاه تنفيذ المشروع الحالى وتمت مناقشة دراسة المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع «اليونسكو»، بالاعتماد على الإحصاءات المتعلقة بهذا الشأن والوقوف على المتغيرات التى تعاقبت على الشارع حتى تم إنجاز تصور كامل. صدر قرار رئيس الحكومة المصرية رقم 1352 مايو 1998م، بتشكيل مجموعة عمل على المستوى الوزارى تضمنت وزراء الأوقاف والتعمير والتخطيط والحكم المحلى والداخلية والنقل ومحافظة القاهرة، وترأس فاروق حسنى، وزير الثقافة، اللجنة التى وضعت خطة عمل ومنهجاً لإعداد الدراسات المتكاملة لمشروع القاهرة التاريخية، وتم إنشاء مركز للدراسات تولى عمليات التوجيه والتنسيق وتقديم الدراسات والاستشارات ودعم القرارات وحصر شامل ودقيق للحالة التى آلت إليها المبانى الأثرية بالمنطقة وتوصيف حالتها على وجه الدقة. تألف فريق عمل المركز من مفتش آثار ومهندسين قام على تحليل المشكلة من تحديد للمكان والمعلومات التاريخية وحصر للآثار وتصنيفها وخلص التقرير إلى وجود ضرورة تغيير محاور المرور وإنشاء نفقى الأزهر وإزالة الكوبرى العلوى وإعادة النظر فى بنية وحالة المرافق وتم عرض التفاصيل على رئيس الجمهورية، فى اجتماع برئاسته، ضم الوزراء المشاركين وتم تحديد المهام والأدوار والفتراة المحددة لكل عمل. لم يفت هذه الدراسة أيضاً تحديد واجهات المبانى الحديثة الموجودة بالمنطقة لتتوافق مع الطابع الأثرى للشارع والارتقاء بالبنية التحتية وخفض منسوب الشارع وتطوير واجهات العقارات الموجودة فيها وتحقيق إضاءة مناسبة لإبراز هذه الشواهد الأثرية بتحديد نظام إنارة خارجية حديثة للشارع. لم يذكر الكتاب «الفاخر الطباعة والتصوير والورق» المهلة المحددة لانتهاء هذه الأعمال.