ممنوع الدخول بالأحذية

لعب الحذاء دوراً دراماتيكياً ومؤثراً فى الحياة، بداية بحذاء سندريلا الشهير فى الأسطورة التى تناولتها السينما العالمية والمصرية، كما لعب الحذاء فى الحياة السياسية المعاصرة دوراً مهماً فى أول الستينيات من القرن الماضى، عندما خلع الزعيم الروسى خروشوف حذاءه ووضعه فوق طاولة المفاوضات بالأمم المتحدة، وحقق بحذائه المتين المصنوع من منتجات شركة باتا العالمية ما لم يتحقق بالثرثرة فى مواجهة الأمريكان،
وفى مصر دخل التلويح باستخدام الحذاء إحدى جلسات الدورة السابقة فى مجلس الشعب، عندما اتهم أحد الأعضاء زميلاً له برفع الحذاء فى وجهه، لولا تدخل رئيس المجلس بحكمته المعروفة فنزع فتيل الأزمة..
وفى مجال الجريمة تمكن محام مصرى نشط من تحقيق براءة أحد المتهمين فى إحدى جلسات المحاكمة، عندما أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن مقاس حذاء المتهم يختلف تماماً عن مقاس قدميه خلال ارتكابه الجريمة..
ومنذ أيام معدودة تمكن صحفى عراقى بطل اسمه منتظر الزيدى فى قاعة المؤتمرات ببغداد من قذف حذائه فى وجه «بوش» على مرأى ومسمع من العالم كله، فدخل موسوعة جينس فى الشجاعة، حيث كانت قذائفه الموجهة أقوى من الرصاصات والقنابل التى كان من الممكن أن تصيب الأبرياء، لكنه استخدم حذاءه بذكاء يفوق دهاء أبوتريكة الفنان فى تسجيل الأهداف!!
وأتمنى أن يتم بيع هذا الحذاء فى مزاد علنى عالمى للحصول على ملايين الدولارات التى يمكن إنفاقها فى مسح أحذية الشعوب من آثار دماء السفاح الأمريكى..
أما فى بعض دول العالم الثالث المتخلف فلن يكون هناك مبرر لوضع لافتة تدعو الصحفيين لخلع أحذيتهم قبل دخول المؤتمرات، لأن الملاذ الآمن للمسؤولين فيها هو ضرورة عقد هذه المؤتمرات داخل المساجد، لأن الصحفيين سيكونون بداخلها بلا أحذية، لأن أحذيتهم الموجهة ستكون من الطبيعى خارج المساجد!!
فاروق على متولى