«المطرية».. «مسلة» مغلقة و«شجرة مريم» وقصر ثقافة على«الترعة»

نهاية خط سير «ميكروباص» المطرية يطلق عليها أهالى المنطقة اسم «المسلة الجديدة»، وللوصول إلى «المسلة نفسها»، يجب المرور فى شوارع تعبر عن تاريخ المنطقة وحاضرها.
شوارع «عشوائية» ضيقة تقود إلى «شعبية» واسعة نسبياً، والعكس. بعض أراضيها رصف منذ زمن طويل ب«الأسفلت» ويغطيه التراب، والبعض الآخر رصف بالتراب المتراكم الذى حوله الماء إلى أرضية ثابتة نوعاً ما، والقليل منها، الأكثر ضيقاً، مرصوفاً ب«البلاط». شوارع تكتظ بالورش والأسواق و«المراجيح» تمر بها عربات «الكارو» والباعة الجائلين طوال الوقت إلى الحد الذى علق معه ساكنى أحد البيوت ورقة مكتوباً عليها «ممنوع دخول الباعة الجائلين».
بعد اتباع إرشادات الطريق من سكان المنطقة، الذين يعرفون جميعاً أين تقع المسلة، تصل إلى مقصدك. سور قصير من الحجارة يعلوه سور حديدى تحيط بهما القمامة ويجاورهما «مراجيح المولد». عندما حاولت الدخول أخبرنى الحارس أن المكان مغلق، قابلت المديرة التى لم تقل شيئاً لأنها وقعت على منشور من الوزارة يمنعها من الحديث إلى الإعلام وأرسلتنى إلى مكتب «تفتيش آثار المطرية وعين شمس» القريب. المدير عين قبل لقائى به بيومين فقط ولم يعرف بعد متى أغلق المكان للتجديد تحديداً، ولا متى سوف يفتتح مرة أخرى للزوار.
اسم «المطرية» مشتق من كلمة «ماتير» (mater) التى تعنى «الأم»، وأطلق على المنطقة هذا الاسم لمرور السيدة مريم العذراء بها أثناء رحلة العائلة المقدسة بمصر. وتعد «شجرة مريم»، التى يعتقد أن العائلة المقدسة جلست تحتها أثناء رحلتها، هى الأثر الوحيد المفتوح للجمهور فى المطرية الآن. سعر التذكرة جنيهان ويعرف الجميع الطريق إليها، والذى يمر بقسم شرطة المطرية الذى لاتزال أعمال تجديده وترميمه جارية حتى الآن.
من «شجرة مريم» إلى قصر ثقافة المطرية الطريق طويل عبر شارع «الكابلات» ولكن غالبية المواطنين تعرفه، وعندما تصل إلى نهاية الشارع المطل على «ترعة الإسماعيلية» تعرف أن أحد أسباب معرفة الناس به تعود إلى موقعه المتميز، فعلى «كورنيش» الترعة لا يوجد من المبانى سوى قصر الثقافة وبعض المساجد. سبب آخر لمعرفة الناس به يتخلص فى أنه المكان الوحيد الذى يقدم خدمات ثقافية لأهل المنطقة جميعاً.
يقيم قصر ثقافة المطرية ندوات ثقافية وعامة واتفق مع مدارس المنطقة على «بروتوكول» يدعى بموجبه طلبة المدارس إلى تلك الندوات، والأنشطة المختلفة الأخرى التى تشمل عروض أفلام وورش رسم حر، وورش عمل صلصال، ونادى الأدب، وتعليم الفنون التشكيلية، وفصول لمحو الأمية، ونادى المرأة الذى تشمل أنشطته التدريب على الحرف اليدوية، ومشغولات الكانفاه وعمل الحلى وإعادة تدوير المخلفات لإنتاج قطع ديكور. ويضم القصر مكتبة عامة وأخرى للطفل ونادٍ لتكنولوجيا المعلومات به 12 جهاز كمبيوتر وفريق للموسيقى وفريق للمسرح. وعلى الرغم من وجود مسرح بالقصر إلا أنه لا يشهد سوى «بروفات» العروض بعد أن أغلقته «الحماية المدنية» لعدم وجود باب «خروج طوارئ» به مما يضطر إدارة القصر لتأجير مسرحا فى أيام العرض للجمهور.
الموقع المتميز لقصر ثقافة المطرية له مساوءه أيضاً، فوجوده وحيداً على شاطئ «ترعة الإسماعيلية» يمنع وصول «خط هاتف أرضى» له، وبالتالى خدمة الإنترنت، حيث يتطلب الأمر حفر الطريق وإيصال كابلات تليفون من الجانب الآخر من الطريق بما يتكلف أكثر من 30 ألف جنيه لا يستطيع «القصر» توفيرها، وهو ما أدى فى النهاية إلى تحويل «نادى تكنولوجيا المعلومات» إلى قاعة لتعليم «ويندوز وأكسيل».