بعد يوم من إقرار مجلس النواب الأمريكى له، فشل مشروع القانون الذى اقترحه النواب الديمقراطيون لخطة إنقاذ صناعة السيارات الأمريكية فى الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، بعد أن أخفق أنصارها فى حشد التأييد الكافى خلال التصويت. ولم يستطع أعضاء الشيوخ التوصل لحل وسط باللحظات الأخيرة قبل التصويت، فى حين أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستدرس الإجراءات المتاحة لها بهذا الموضوع على ضوء رفض الكونجرس خطة الإنقاذ التى تقضى بتقديم 14 مليار دولار قروضا لشركات صناعة السيارات وعجز مقدمو مشروع القانون عن الحصول على موافقة 60 صوتا، وهو الرقم الذى كان لا بد منه للموافقة على الخطة، بعد أن كان حصل فى وقت سابق على موافقة مجلس النواب بأغلبية 237 صوتا مقابل اعتراض 170. وقال هارى ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ قبل اجراء التصويت! »لقد انتهت«، وأَضاف إن المحادثات التى جرت بوساطة الجمهوريين تعثرت لتقضى على فرص الاتفاق بشأن تقديم القروض لتفادى خطر إفلاس شركات صنع السيارات، التى تعانى من تراجع المبيعات وتدهور الوضع فى أسواقها بسبب أزمة الائتمان والركود الاقتصادى. وعبر البيت الأبيض عن خيبة أمله لذلك، وقال الناطق باسمه سكوت ستانزيل »نظن أن هذا المشروع الذى تفاوضنا بشأنه كان سيمنح فرصة لهذه الشركات«. وأكد البيت الابيض أنه سيدرس الخيارات المتاحة له فى ضوء انهيار تشريع الإنقاذ فى الكونجرس، ولكنه امتنع عن ذكر طبيعة هذه الخيارات. وسيطرت حالة من الهلع على أسواق المال حيث هوت الأسهم فى آسيا وأمريكا عقب انهيار خطة إنقاذ صناعة السيارات، حيث سجلت الأسهم الأمريكية أمس الأول خسائر كبيرة، وأنهى مؤشر داو جونز الصناعى لأسهم الشركات الكبرى جلسة التعاملات فى وول ستريت منخفضا بنسبة 2.24%. وبدوره تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 2.85%، وانخفض مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 3.68%. بدورها، تدهورت الأسهم اليابانية فى بورصة طوكيو للأوراق المالية بشدة لتمحو أكثر من نصف المكاسب التى حققتها الأسبوع الماضى فى اتجاه نزولى قادته أسهم شركات السيارات، حيث هبط مؤشر نيكاى القياسى لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 6.1%، وخلال الأيام ال4 الماضية كان المؤشر ارتفع بنسبة تتجاوز 10%. ولم يختلف حال الأسهم الأوروبية عن نظيرتها الأمريكية حيث شهدت هبوطا فى تعاملات أمس الأول مرتدة عن موجة صعودية استمرت 3 أيام. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى بأوروبا منخفضا نحو 0.7%. كما هوى الدولار إلى أدنى مستوى منذ 13 عاما منخفضا دون 89 ينا بسبب فشل خطة إنقاذ صناعة السيارات الأمريكية، كما تراجع سعر الخام الامريكى الخفيف نحو دولارين ليصل إلى إلى 46.11 دولار للبرميل. من جانبه، توقع المدير العام لصندوق النقد الدولى دومينيك ستراوس أن تزداد الأزمة المالية العالمية العام المقبل سوءا بحيث لن يفلت منها أى بلد بحسب تعبيره. وقال » إن عام 2008 كان صعبا على الاقتصاد العالمى لكننا لا نستطيع بأى شكل أن نتوقع أن يكون 2009 عاما أفضل «. وتوقع نموا سلبيا فى كل مكان من العالم قائلا » هذا الأمر سيكون فى كل مكان وفى العالم بأسره، فى الولاياتالمتحدة وفى أوروبا«. وأضاف أن أى بلد وحده لا يستطيع تطوير سياسة منعزلة لمواجهة الأزمة. وحسب البنك، سيدخل الاقتصاد العالمى أسوأ وأعمق ركود منذ ثلاثينيات القرن الماضى بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. جاء ذلك فيما أقر أندريه كليباتش نائب وزير الاقتصاد الروسى أمس بأن بلاده دخلت بالفعل مرحلة ركود ربما يستمر عدة شهور. وسأل الصحفيون كليباتش عما إذا كانت روسيا قد انزلقت إلى الركود فقال »لقد بدأ بالفعل.« وأضاف »أخشى أنه لن ينتهى خلال الفصلين المقبلين«. وأضاف »إن النمو الاقتصادى فى السنة كلها سيكون أقل من التقدير السابق البالغ 6.8%«.