أجمع سياسيون وأكاديميون مصريون وأمريكيون على أن وصول باراك أوباما لسدة الرئاسة فى واشنطن، يعد نقطة تاريخية بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية تشير إلى انتهاء عقلية «11 سبتمبر» وبداية حقبة جديدة من الفكر الليبرالى. وتوقعوا، خلال فعاليات المؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشؤون الخارجية أمس، أن يطرأ تحسن على العلاقات بين القاهرةوواشنطن فى ظل إدارة أوباما، مشيرين إلى أن الأزمة المالية العالمية، فضلاً عن الوضع الاقتصادى الداخلى فى الولاياتالمتحدة، سيشكلان معا القضية الأساسية عند الرئيس الأمريكى المنتخب. وأعرب الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية أمين الإعلام بالحزب الوطنى، عن اعتقاده بأن العلاقات المصرية - الأمريكية ستشهد تحسنا فى عهد أوباما، معتبرا أن العلاقات بين البلدين «راسخة ومستمرة ومتعددة الأبعاد»، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة ترغب فى تطوير وتحسين العلاقات مع مصر. وأرجع هلال أسباب التوتر فى العلاقات بين الجانبين، إلى ظهور عنصر جديد وهو قضايا حقوق الإنسان، التى تعد إحدى المشاكل الرئيسية فى العلاقات، «فضلا عن أن إسرائيل تعد مشكلة أخرى فى هذه العلاقات» بحسب تعبيره، دون أن يعطى إيضاحات. وقال إن القضية الأولى عند أوباما هى حل الأزمة الاقتصادية الأمريكية، مشيرًا إلى أن التغيير الذى طرحه كشعار سيكون داخليا أكثر منه خارجيًا.. مستطردا: لكن هذا لا يمنع أن يكون من أولوياته أيضا سحب القوات الأمريكية من العراق، للتفرغ للحرب ضد الإرهاب ومواجهة الخطر الإيرانى. اتفق مع الدكتور هلال فى الرأى الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الذى يرى أن من أولويات أوباما حل الأزمة المالية العالمية، التى ربما تحتاج إلى فترتى رئاسة، ووضع استراتيجية جديدة، «لأنهم فى موقف لا يحسدون عليه»، مشيرًا أيضًا إلى أنه ستكون من أولوياته محاولة تنفيذ وعد الخروج من العراق. ووصف محمد كمال، عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى، أمين التثقيف، انتخاب أوباما بأنه «نقطة تاريخية» بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، تشير إلى انتهاء «عقلية 11سبتمبر» وبداية حقبة جديدة من الفكر الليبرالى. وقال إن رؤية أوباما وفريقه للعالم تعد رؤية واقعية وليست مثالية أو وردية، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة ستهتم بالديمقراطية، ولكن مع التخلص من البرامج التى ارتبطت بإدارة بوش.