آليات مناهضة التحرش الجنسى

أعلن «المركز المصرى لحقوق المرأة» حملة تحت عنوان «احترم نفسك»، هدفها الرئيسى مناهضة التحرش الجنسى ضد المرأة، والذى وصل لمستويات غير مسبوقة فى مجتمعاتنا. وحتى لا نظلم المجتمع المصرى فإن الظاهرة حقًا عالمية تشمل الغرب والشرق، والمجتمعات المتقدمة والمتخلفة، الليبرالية منها والمحافظة على السواء.
 لكن اللافت للنظر هنا الحملة المفتعلة لتأكيد اتساع الظاهرة بشكل كبير، إلى الحد الذى يجعل منها موضوعًا ساخنًا على قائمة المناقشات البرلمانية العربية فى القريب العاجل من أجل إصدار التشريعات الجديدة المغلظة للعقوبات والمتشددة تجاه الظاهرة. ما هو التحرش الجنسى؟
 وما هى الأسباب المؤدية لحدوثه؟ وكيف يمكن التغلب عليه والحد من انتشاره ورفضه مجتمعيًا؟ يعنى التحرش الجنسى كل سلوك معنوى أو مادى، يتم عن طريق الملاحقة والمطاردة والضغط والترهيب والابتزاز واستغلال النفوذ وتعمد الإساءة إلى السمعة وإطلاق الشائعات المغرضة والمُحطّة والمهينة، يقوم به أحد الجنسين، رجلاً كان أو امرأة تجاه الطرف الآخر. كما يمكن أن يحدث بين أبناء الجنس الواحد!
ولا يتم التحرش الجنسى من أجل الاستمتاع بالنظرات والكلمات والإطراء، وإن كانت هذه أدواته الأولى المبكرة، فالبداية معنوية لكنها ترمى فى النهاية إلى الغاية المادية ممثلة فى الجسد، إن إحدى آليات التحرش المهمة أنه متدرج لا يبدأ مباشرة وبشكل فجائى،
وإذا كان التحرش الجنسى يشتمل على الجانبين المعنوى والمادى، ورغم الصعوبات المرتبطة بإثبات العديد من حالات التحرش الجنسى فإنه وفقًا للآليات التى يتم من خلالها، جريمة مع سبق الإصرار والترصد من أجل الإيقاع بالطرف الآخر والتغرير والتمثيل به، ولأنه معركة فإنه لا يقف فقط عند آليات الملاحقة والمطاردة،
 بل يتعداها إلى أى وسائل أخرى تساعد على الإيقاع بالطرف الآخر، مثل الترهيب المباشر والابتزاز واستغلال النفوذ، خصوصًا فى أماكن العمل والدراسة والغواية، لكن آليات التحرش بين الجنسين مختلفة، وإن كانت تتفق فى الغاية النهائية، ألا وهى الإيقاع بالطرف الآخر.
وإذا أردنا سن القوانين بخصوص التحرش الجنسى علينا أن نلزم المرأة بالحشمة، وغض النظر من الطرفين، وعدم الاختلاط بين الجنسين، وعدم مزاحمة المرأة للرجال سواء فى المواصلات العامة أو فى الشوارع أو فى الأماكن الضيقة، لأن الشرع نهى المرأة عن ذلك.
مهندس/ علاء بيومى عبدالعظيم
عضو مراقب بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان