إن كانت الدماء لاتزال «ساخنة» فى وريدك: «اغضب»، لكن حذارى أن تبوح بغضبك، ولو لزوجة تقاسمك الفراش! لأنك لو رفعت صوتك «الخشن»، تروى لزوجتك الحادثة، ستسألك: ماذا ستفعل لو كنت فى الموقف نفسه؟ إن كنت تملك جرأة الرد، فلابد أن أقاسمك الجرأة.. قلبى لا يطاوعنى: (قلب «زينب» لم يتحمل أن يهددها «الباشا الضابط» بخلع ملابسها هى وبناتها فى الشارع أمام أهالى القرية لإجبارها على الاعتراف بوجود أسلحة فى منزلها)!!. «الباشا» يعمل بقسم «أبو تيج» بأسيوط، ويفترض أنه يعرف «تقاليد» أهل الصعيد، ربما لهذا استباح حرمة «الأعراض» ليجبر الرجال على تسليم السلاح! لكن رجل البيت كان غائباً يجرى خلف «لقمة عيش» فى «الغردقة».. لو كنت مكانه لعرفت كيف يولد الإحساس ب «الثأر»، فيعمى الإنسان عن كل شىء إلا استرداد كرامته. لو كنت من قبيلة «الترابين» لاعتصمت معهم على حدود العدو، إلى أن يعرف «العدل» طريقه إلى بدو سيناء، فعندما تسود ثقافة «العنف»، ويصبح كل بدوى متهماً «حتى إشعار» آخر، هنا تفرض القبائل «قانونها»، ويصبح الحكم الفعلى لأعراف القبائل .. و«السلاح»!!. لا مجال لعتاب رقيق لمن بدأ مسلسل «الثأر» فى سيناء، جميعنا يعرف أن سياسة القبض العشوائى على آلاف السكان، عام 2004 للاشتباه فى صلتهم بتفجير منتجعات سياحية خلفت جرحا لايزال نازفاً بين رجال القبائل. «البدوى» المنفى من خريطة التنمية، لا يملك إلا كرامته، قد يتهاون –مرحلياً- عن مطالبه المشروعة فى إلغاء الأحكام العسكرية، والإفراج عن السجناء ممن يعاد اعتقالهم بعد انقضاء مدة العقوبة، لكن «مشايخ القبائل» لا يقبلون التشكيك فى وطنيتهم!، لا يقبلون تصنيفهم دائماً على قائمة المطلوبين أمنياً: (بتهمة التهريب أو تجارة المخدرات أو التعامل مع جماعات الإرهاب). وكالعادة ليست هناك «سياسة» واضحة لتنمية الرمال المحررة بدماء المصريين، وفى مقدمتهم «البدو»، هناك «أجهزة أمنية»، تحرمهم من العمل فى قطاعات السياحة والنفط الموجودة فى شبه الجزيرة التى تقع فى الشمال الشرقى لمصر، وكأنه «عقاب جماعى» يضع «البدو» فى خانة «التمييز العنصرى»، فلا يسمح لهم بتملك الأراضى الزراعية، ولا يمنحهم رخص البناء، ربما لأن دماءهم «نقية»، لا تحمل جينات «الغطرسة» وفيروسات «الظلم والفساد»!!.أو ربما أن «الكبار» قرروا احتجاز البدو فى «خيام» يسهل اقتلاعها، لشراء أراضيهم بالبخس (دولار للمتر مؤجل الدفع)، وتسقيعها بحجة إنشاء المشروعات السياحية. أليس غريباً أن تكون «البلطجة» هى عنوان الأسبوع الماضى!. وإلا لماذا أخرج ضابط شرطة (الطبنجة الميرى) ليقتل لاعباً سابقاً بمنتخب مصر لكرة اليد؟ ألا يرى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، أن ما يسمى «تجاوزات»، من أفراد الأمن، قد تحول إلى «ظاهرة متكررة»، تشيع العنف فى المجتمع بدلاً من محاصرته والتصدى له؟.. هل لديه ما يبرر ما حدث فى «أسوان» تلك المدينة السياحية المهمة؟.. لماذا أصبحت طلقات الرصاص هى «اللغة» الوحيدة التى يتعامل بها رجال الشرطة مع المواطنين؟.. هناك خلل ما فى جهاز الشرطة، خلل نفسى يدفع أحدهم لهتك عرض مواطن داخل قسم الشرطة، ويغرى الآخر بإجبار مواطن على خلع بنطلونه ونزع شعر العورة !!. ومسلسل لا ينتهى من أعراض «الجنون العارض»، الذى نعتبره تجاوزاً: «إفراط فى استخدام السلطة». إن الإنجاز الحقيقى لجهاز الشرطة هو نجاحه فى خلق حالة «ثأر» مع الشعب، وكلما تزايدت وحشية الأجهزة الأمنية، ستنتشر «ثقافة العنف» ولن يوقفها أحد! [email protected]