«إن الحفاظ على أمن مصر القومى هو مسؤوليتى أمام الله والوطن ..» أول ما نطق الرئيس بالأمن القومى لم يتمالك عاطف الحَلاّل، نائب الباجور – منوفية، نفسه.. وبدأ يزعق كمن لدغته عقربة حامل فى سبعة، مقاطعا الرئيس: التأشيرات ياريس. تأشيرات الحج صارت من ثوابت الأمن القومى، الطلبات عند بعض النواب أهم من المتطلبات، التأشيرات المجانية أهم من الثوابت الوطنية، الثوابت مستدامة، الحج مرة فى السنة، الحج عرفة. اللى خلف ممتش، وكما كان الحاج سيد راشد، رئيس اتحاد العمال، يوعز إلى أحد حضور احتفال عيد العمال بمقاطعة الرئيس: «المنحة ياريس».. فيبتسم الرئيس ويعلن المنحة، أوعز أحدهم إلى نائب الباجور بمقاطعة الرئيس، كلمة السر فى العملية كانت «الأمن القومى»، أول الرئيس ما ينطق الأمن القومى يقاطعه الحَلاّل بأعلى صوته، فاكرين العملية كلمة السر «ديليسبس» لتأميم القنال يولية 1956. يقال إن اتفاقا سريا بين نواب المنوفية، من وراء كمال الشاذلى، على الزعيق بقضية التأشيرات أثناء خطاب الرئيس على الهواء مباشرة أمام شبكات التلفزة العالمية، كانت مفاجأة كاملة لكبير المنوفية بحرى، لفه صمت عظيم، وغشيته كآبة، صدمته هائلة فى النواب المنايفة، ليه يا ابن الحَلاّل . فى سلو المنوفية كف الكبير كبر مقام، ولو طال أبوكمال الحَلاّل فى الجلسة كان خبطه جوز على وشه، الوزة أدنت، ولا النملة طلع لها سنان، فى دائرة أبوكمال لاصوت يعلو فوق صوت الرئيس، جك خابط، أبوكمال أخفى وجهه خجلا، جز على أسنانه متوعدا، عملها الحَلاّل، اللى تحسبه موسى يطلع فرعون . اصطنعتك لنفسى، الحَلاّل صوت منوفى نشاز، قطع لسانك، تطور سالب للحريات النيابية، آخرة التطور الديمقراطى، قلنا سلفاً وألف مرة الديمقراطية لها أنياب، عشنا وشفنا، حصلت فردة عمال يقاطع الرئيس، المقاطعة تدهورت، مستوى الحضور يحتاج إلى نظرة، نسبة تمثيل العمال والفلاحين تحتاج رؤية . الغلط راكب أبوكمال ومغطيه، الحَلاّل ابنه وتربيته، على اسمه، أول نشاطات الحَلاّل السياسية تعليق لافتات لأبوكمال على الطريق الزراعى «القناطر – الباجور»، صورة الرئيس مبارك يمينا، والوزير كمال الشاذلى يسارا، والحَلاّل فى الوسط . البعض يتحدث عن تمرد صامت على كبير المنوفية بحرى، زعيق الحَلاّل يثير الريبة، هناك تربيطات انتخابية بتتربط فى الباجور، تسريبات أن أبوكمال يفكر جديا فى الاعتزال والتفرغ لنشر مذكرات ثلاثين سنة نيابة (من 1964 إلى 1994 )، يتحدثون أيضا أن أبوكمال يقدم ابنه معتز وريثا من بعده . العضمة كبرت، وهن العظم منى، معتز هدية أبوكمال لأهل الباجور الكرام، معتز شاب وطنى (عضو فى الحزب الوطنى) وصحفى (عضو نقابة الصحفيين) يملك جريدة ناطقة باسم الملايين الصامتة (الجماهير)اسم على مسمى، لو كنت مكان الحَلاّل لقرأت الفاتحة على روحى واتشاهدت، أبوكمال هيطلّع روحه، لا صوت يعلو من المنوفية أمام الرئيس، نواب المنوفية ملتزمون، ومتنورون، وشبعانين، عينيهم مليانة تأشيرات، التأشيرات فى المنوفية أكثر من عدد الحجاج، الباجور تخلو من البطالة والحجيج، جميعهم إما موظفين أو حجاجاً، والجمع بينهما جائز، آخرتها تأشيرات حج، تأشيرات يا حلال، من استطاع إليه سبيلا يا أخى. ( اسم الحَلاّل ورد فى تغطية «الدستور» لخطاب الرئيس أمس)