توصل فريق بحثى مصري بالمركز الطبى فى جامعة «جنوب غرب تكساس - «UT Southwestern» الأمريكية بقيادة الدكتور هشام على صادق، إلى تحديد «جين» جديد يستطيع إصلاح عضلة القلب، ويوقف تليف الخلايا، وهو باب أمل قد يمثل فتحاً طبياً جديداً، ويغير تاريخ علاجات القلب. وأضاف صادق فى حديثه ل«المصرى اليوم» عبر الهاتف من دالاس أن القلب إذا تعرض لمشاكل وأصيبت العضلة بالتلف فإن هذا الجهاز الحساس لا يستطيع أن يجدد نفسه بخلايا عضلية جديدة، وبالتالى تصاب العضلة بالتليف، ويتعرض القلب للفشل، ويكون الحل الوحيد هو إما زرع قلب جديد، أو وضع قلب اصطناعى. وذكر صادق، الذى يعمل أستاذا مساعداً لأمراض القلب بالمركز الطبى جنوب غرب تكساس بمدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية، أنه عمل وزملاءه على دراسة هذ اللغز «لماذا لا يستطيع القلب أن يجدد الخلايا العضلية المفقودة؟»، واكتشفوا فى عام 2011 فى بحث نشر فى مجلة Science العلمية العريقة أن عضلة القلب عند الثدييات، تجدد نفسها، من خلال انقسام الخلايا العضلية وليس الخلايا الجزعية، لمدة أسبوع واحد فقط من الولادة، وبالتالى إذا أصيبت العضلة بعد ذلك بالتلف، فإنها لا تتجدد، وتصيب القلب بالتلف. والسؤال الذى شغل بال فريق البحث بعد هذا الاكتشاف هو ما الذى يحدث بعد أسبوع واحد من الولادة؟، ولماذا تتوقف عضلة القلب عن التجدد والانقسام؟ خاضة أن هناك مخلوقات أخرى كأسماك ال«Zebrafish» تجدد خلايا قلبها طول العمر؟. الإجابة جاءت حينما اكتشف فريق البحث أن هناك جيناً مسؤولاً عن توقف خلايا القلب عند الفئران عن التجدد أطلق عليه «MEIS1» ويظهر هذا الجين، بعد 7 أيام من الولادة، ويستمر حتى آخر العمر، وبالتالى تتوقف الخلايا عن الانقسام والتجدد. وأضاف:«بناء على هذه الملاحظة سألنا أنفسنا سؤالاً بسيطاً: إذا تم إيقاف عمل هذا الجين فى القلب، هل تستطيع خلايا القلب العضلية أن تنقسم فى القلب الناضج؟ والجواب كان (نعم)». وذكر أن هذا الچين بمثابة ال«الزر» الذى يوقف تجدد خلايا القلب، وإذا تم تعطيله ببعض العلاجات، فإن خلايا القلب ستتجدد، وبالتالى لا يصالب بالتليف. وأوضح أن أهمية هذا الاكتشاف تتمثل فى أنه سيغير من منهج علاجات القلب، فبدلا من توجيه العلاجات لمواجهة تليف خلايا القلب، ومحاولة الاستعاضة عنها بزرع قلب، أو القلب الاصطناعى، سيكون التركز على كيفية تقوية عضلة القلب، ومساعدتها على التجدد إذا تعرضت للتلف، وبالتالى من الممكن أن يعود القلب لشبابه مرة أخرى ويتعافى تماماً. وذكر أن هذه التجارب تمت على الفئران، وأثبتت نجاحها، ونعمل الآن على دراسة هذا الجين باستفاضة ومحاولة تصميم مركبات جديدة لوقف عمل هذا الجين. وعن مدى تطبيق تلك التجارب على الإنسان، قال صادق إن هذا يحتاج مزيداً من الوقت حتى يثبت هذا العلاج جدارته، ونستطيع أن نرصد كل آثاره الجانبية، وقبل كل شىء لابد أن يأخذ موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA»، حتى يتم تطبيقه على البشر. صادق تخرج من كلية الطب جامعة عين شمس، وحصل على الدكتوراه من جامعة «كيس ويسترن - Case Western» بكليفلان، وأكمل التدريب الإكلينيكى فى أمراض الباطنة ثم فى أمراض القلب، وقاد فريق البحث، وعاونه مصريون آخرون، الأول صيدلى مصرى سافر لأمريكا لنيل درجة الدكتوراه من معمل الدكتور صادق، وهو الآن باحث فى جامعة هارڤارد، ويدعى د.أحمد محمود والثانى طالب بكلية الطب جامعة عين شمس، يدعى أحمد قورة، سافر إلى صادق ليتلقى تدريباً على يديه فى معمله لعدة أشهر فى الإجازة الصيفية، وكلاهما تم إدراج اسمهما فى ورقة البحث التى نشرت فى دورية «nature» وهى من أقوى المجلات العلمية فى العالم.