أختلف مع الكثيرين حول تعدد الزوجات، فهناك من يرفضه ويراه من بقايا العصور الوسطى ويطالب بإلغائه! وقد رأينا بالفعل أكثر من دولة إسلامية تحظر تعدد الزوجات، لكنها لا تتحمس بالقوة ذاتها لمحاربة العشيقات! وأذكر مرة أن الشرطة ألقت القبض يوماً على رجل متلبساً بالزنى مع امرأة، وحامت الشبهات حوله أنه تزوجها على امرأته، وهذا ما يحرمه القانون فى دولته، وكاد يدخل السجن لولا تأكيده أنها عشيقته وليست زوجته!! من جهة أخرى فإن عقلية الرجل الشرقى ترد بأن تعدد الزوجات حق مطلق للرجل، ولو أدى ذلك إلى خراب بيته وتدمير زوجته الأولى أم أولاده! وهذا ما أتوقف عنده طويلاً وأرفضه بقوة، وسندى فى ذلك القاعدة الشرعية: «لا ضرر ولا ضرار».. ويعنى ذلك أنك لو استخدمت حقك، وأدى ذلك إلى وقوع ضرر بغيرك، فإن استخدامك هذا الحق يكون فى تلك الحالة مرفوضاً من الناحية الشرعية والإنسانية مع أنه حقك، وتزداد الكراهية بالطبع إذا كان من أصابهم الضرر أقرب الناس إليك مثل زوجتك لأن حضرتك مشيت وراء عواطفك وتزوجت على امرأتك بعدما وقعت فى الهوى والغرام، وصدق من قال: يا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك! وإذا جئنا إلى الواقع نجد غدر الرجالة شيئاً عادياً خاصة بين الأثرياء، والواحد منهم بدأ من الصفر، وزمان كان ولا حاجة وتزوج وهو على «الحديدة» بفتاة رق لها قلبه، وبدأت معه من أول السلم، وكانت خيراً وبركة عليه، وأنجب منها البنين والبنات، وعاش معها فى «التبات والنبات». والمؤسف أنه بعدما أصبح مليونيراً أو وصل إلى أعلى المناصب تغيرت أحواله، وزاغت عيناه ورأيناه ضعيفاً أمام الجميلات، ووقع فى الغرام من جديد، وعشيقته أصغر منه بكثير، ومعها قام بتجديد شبابه!! ومع أنها معروفة بمغامراتها، وأستاذة فى الهوى إلا أنها أرادت تمثيل دور الشريفة صاحبة الأخلاق للفوز بهذا الصيد الثمين، فطلبت منه الزواج على سنة الله ورسوله! وبعد تردد وافق صاحبنا «المدب» على ذلك، وتزوجها رغم الاعتراض الشديد من صاحبة الفضل عليه أم البنين، وطلبت الطلاق قائلة: عيب عليك، هذه المرأة اللعوب التى ضحكت عليك فى سن أبنائك! ورفض طلاقها بحجة أن من حقه أن يجمع بين أكثر من زوجة! وإذا سألت الفقهاء جاءتك الإجابة التى تجعلك تشد شعرك، وتتمثل فى كلمتين: هذا حقه! وإذا قلت لهؤلاء الشيوخ إن تلك المرأة اللعوب لم تكن يوماً متدينة، بل تستخدم الدين كوسيلة للفوز بالصيد الثمين، قالوا لك دع نواياها لربنا، ومن الأفضل لها طبعاً أن تكون زوجة بدلاً من أن تظل مجرد عشيقة.. فهل هذا منطق يا ناس؟! ولا يعنى كلامى أننى أرفض تعدد الزوجات، بل أقول له فقط «استوب»، إذا كان من ورائه خراب البيوت، والجدير بالذكر أن العرف فى المجتمع يلعب دوراً أساسياً فى ذلك، وهذه نقطة بالغة الأهمية، وعندى صديق عزيز فلاح متزوج من ثلاث يعشن فى بيوت متجاورة، والبيئة التى يعيش فيها ترى فى ذلك شيئاً طبيعياً، وعندما اتصل بى قلت له عقبال الزوجة الرابعة، وعلمت مؤخراً أنه فعلها وتزوج للمرة الرابعة وحضرت زوجاته الثلاث عقد قرانه، وقدمن له التهنئة، وأصابنى هذا الأمر بالذهول، وأراهن أن الدهشة استولت على حضرتك وأنت تقرأ كلامى هذا! أليس كذلك؟!