هدد المئات من صغار المزارعين، بمنطقة جنوب القنطرة الواقعة على ترعة «مدين قاسم»، و«صالح سليمان» و«عبدربه حمادة» فى الإسماعيلية، بالإضراب وسط أراضيهم، احتجاجًا على مطالبة «هيئة تعمير الصحارى» التابعة لوزارة الزراعة لهم بأقساط مجمعة تصل إلى أربعة أقساط دفعة واحدة، بمتوسط يصل إلى 40 أف جنيه للمزارع الواحد، وطالب المزارعون بتدخل الرئيس مبارك لرفع ما وصفوه «بالتعسف والظلم» الواقع عليهم من قبل الهيئة، مؤكدين أنهم لا يمانعون فى دفع الأقساط بعد جدولتها وإلغاء غرامات التأخير. وأوضح المزارعون أنهم تسلموا الأرض من وزارة الرى منذ أكثر من 8 سنوات، للاستثمار فيها، وتم دفع المقدمات المقررة، ولكنهم فوجئوا بعد عام بمطالبة هيئة تعمير الصحارى التابعة لوزارة الزراعة، التى انتقلت تبعية الأرض لها من وزارة الرى، بأقساط مجمعة ليس فى استطاعتهم دفعها دفعة واحدة. وقال محمد عبدالحميد، من المزارعين، إنه تسلم قطعة أرض مساحتها 10 أفدنة، عن طريق القرعة العلنية من الجهاز التنفيذى لتنمية شمال سيناء التابع لوزارة الرى وكانت كراسة الشروط تنص على أن ثمن الفدان 7 آلاف جنيه، وفترة سماح عامين، وسيتم سداد الأقساط بفائدة 6٪، والحصول على عقد تمليك ابتدائى مع دفع أول قسط، وخلال هذه الفترة التى امتدت لثمانى سنوات كنا نتردد على الجهاز لمعرفة مواعيد السداد دون رد منهم. وأشار عبدالقادر قنديل من المزارعين إلى أنه باع الفدان الوحيد الذى يمتلكه بمحافظة البحيرة واستقر بأسرته فى الأرض التى اشتراها، مؤكدًا أنه مهدد بالطرد منها بسبب عجزه عن سداد تلك الأقساط، التى يطالب بجدولتها وإلغاء غرامات التأخير ومنحهم عقود ملكية ابتدائية، تمكنهم من استخراج حيازة زراعية يحصلون من خلالها على مستلزمات الإنتاج. من جانبه، أكد المهندس صفوت حسني، مدير منطقة تعمير سيناء، وشرق البحيرات ومدير مشروع تنمية شمال سيناء، أن تأخر الأقساط جاء نتيجة «تراكمات الماضى»، التى نحاول معالجتها، مشيرا إلى أنه بمجرد ضم تبعية الأرض لهيئة تعمير الصحارى بدأنا فى مطالبة كبار وصغار المزارعين بمستحقاتها واستجاب البعض، وتبقى مشكلة صغار المزارعين، التى سيتم عرضها على رئيس الهيئة للنظر فى دفع نصف المبلغ وتقسيط الباقى، أما أى بدائل أخرى فتحتاج لقرار سيادى.