قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن توسع الولاياتالمتحدة في علاقتها مع الجيش المصري قضية هامة، مع «ضعف الآمال في تحسن العلاقات السياسية بين البلدين بسبب طبيعة حكم جماعة الإخوان المسلمين». وطالب المعهد في تقرير له، الأربعاء، وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاجل، أن يدعو نظيره المصرين عبد الفتاح السياسي، إلى اتباع الجيش منهج أكثر شفافية يتضمن محاسبة الضباط الذين ارتكبوا جرائم ضد المتظاهرين، والكشف عن موارده الاقتصادية الهائلة، موضحا: «لكي لا تستغل الجماعة انتهاكات الجيش لتقويض مكانة الجنرالات، وحتى لا توظف مشاريعه الاقتصادية ضده مع تدهور الاقتصاد». وذكر المعهد في تقرير الذي أعده الباحثان ديفيد شينكر وإيريك تريجر، أن زيارة هاجل إلى مصر تتزامن مع الفوضى التي تعيشها البلاد منذ إصدار الرئيس محمد مرسي الإعلان الدستوري في نوفمبر الماضي، داعيا إلى أن يكون أمن سيناء على قائمة أجندة عمل المسؤول الأمريكي خلال لقائه «السيسي». وأوصي التقرير، المسؤول الأمريكي بأن يركز في زيارته إلى مصر على المسائل الدفاعية المشتركة مع الجيش خلال لقاءه مع نظيره المصري، إلي جانب تعبيره عن قلق الولاياتالمتحدة من المسار السياسي في مصر أثناء اجتماعه مع الرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى أن لقاء وزير الدفاع الأمريكي مع «السيسي» سيكون أكثر أهمية من لقائه بمرسي لما يترتب عليه من نتائج. وحدد معهد واشنطن عدد من القضايا على أجندة عمل وزير الدفاع الأمريكي خلال لقائه السيسي علي رأسها التأكيد علي ضرورة إرساء الجيش الأمن في سيناء في ظل الهجوم الأخير علي إيلات من سيناء، مضيفا: «أصبح ضروريا الحديث عن إعادة هيكلة المعونة العسكرية الأمريكية لمصر وقدرها 1.3 مليار دولار، ستكون محادثة صعبة ومحرجة بين الوزيرين، ولكنها ممكنة بعد أكثر من 35 عاما من التعاون الأمني بين البلدين». وأوضح معهد واشنطن أن المعونة العسكرية تذهب إلى تقديم طائرات «إف 16» في معظمها، ودبابات، بما لا يساعد بشكل كاف القاهرة للتصدي للإرهاب المتزايد والتهريب من داخل أراضيها، مشيرا إلى أنه يجب تخصيص المعونة على نحو أفضل ف شراء معدات وتدريب الجنود المصريين في مكافحة الإرهاب والتهريب من خلال برامج التعليم والتدريب العسكري الدولي. وشدد معهد واشنطن علي ضرورة أن يعرب هيجل عن قلق الولاياتالمتحدة من السماح لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالالتحاق بالأكاديميات العسكرية، والاستفسار عن الإجراءات الجاري اتباعها لضمان الانضباط داخل الجيش بعد أن رفع الشهر الماضي الحظرعن قبولهم، بما يشكل مصدر قلق لواشنطن، مشيرا إلى أن الجماعة معادية بشدة للغرب وهدفها إقامة دولة إسلامية عالمية، ولا تشارك الجيش المصري التزامه بشراكة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة، والسلام مع إسرائيل. وحذر المعهد في تقريره من استمرار تدهور الأوضاع في مصر، مع عدم تغيير أسلوب مرسي في الحكم، متوقعا زيادة الرفض الشعبي المقاوم لحكم الإخوان المسلمين مع تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى أجل غير مسمى، واستمرار الجماعة في محاولات تطهير القضاء وأخونة وزارة الداخلية، وغيرها من مؤسسات الدولة فضلا عن التدهور المستمر في الاقتصاد ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء الذي سيفاقم من الاستياء الشعبي، فيما دعا هيجل أن يتطرق مع «السيسي» في النقاش لمعرفة وجهة نظر الجيش المصري حول الوضع السياسي وطريقة اتخاذ القرارات خلال هذه الأزمة.