بدون مجاملة

يبدو أن خزانة الجبلاية خاوية رغم مليون مباراة قطر الأخيرة، وقد تفتق ذهن رئيس وأعضاء لجنة كأس مصر عن فكرة جهنمية مطابقة لسياسة الاتحاد السابق لإنعاش الخزانة على حساب الأندية المفلسة، من خلال فرض غرامات باهظة على فرق الأندية المشاركة فى حالة عدم ارتداء لاعبيها شعارات الشركة الراعية للجبلاية، وتهديدها بتوقيع غرامات تتدرج من 200 ألف إلى 600 ألف ثم 800 ألف حتى تصل إلى مليون جنيه، بداية من دور ال32 وحتى المباراة النهائية، بالإضافة إلى غرامات أخرى فى حالة مخالفة الأندية شروط البطولة، منها على سبيل المثال، عدم وضع شعار رعاة الجبلاية فى المؤتمرات الصحفية عقب نهاية المباريات، كما منحت اللجنة الحكام الحق فى إلغاء المباراة إذا أصر أحد الأندية على وضع شعار رعاته، واعتباره منسحبا، وهو ما يخالف لوائح «فيفا»، وهى شروط وغرامات تعسفية تدل على عدم دراية اللجنة بما يحدث فى العالم خاصة أوروبا، التى تلعب أنديتها بنفس شعار رعاتها سواء فى الدورى أو الكؤوس المحلية أو الأوروبية، بالإضافة إلى نادى روما الإيطالى الذى يحمل شعار إحدى شركات المحمول رغم تعارضه مع شعار شركة محمول أخرى لكأس إيطاليا.
وأتوقع أن كل هذا التعسف سيؤدى حتماً إلى انسحاب بعض الأندية من المشاركة فى المسابقة، خاصة القطب الأحمر، لتعارض راعيه مع راعى الجبلاية مع توقيع عقوبة عليه لن تقتصر على الغرامة فقط بل ستمتد حتما إلى الإيقاف أيضا، ومن الغريب أيضاً أن اللجنة لم تعلن قيمة مكافآت الأندية الفائزة فى كل دور من أدوار البطولة حتى بطل الكأس ووصيفه.
ولو كنت فى مكان اللجنة الموقرة لقررت إلغاء مسابقة الكأس والاكتفاء بالدورى، على اعتبار أنه موسم استثنائى للظروف التى تمر بها البلاد، إلا أن طمع الجبلاية تغلب على صوت العقل والمنطق!!
* بدأ مقدمو أحد برامج الفضائيات الرياضية بزعامة من يطلقون عليه الجنرال بشن حملة عنيفة للحفاظ على مناصبهم ورواتبهم الخيالية ضد بيع مباريات الكأس الحالى ودورى الموسم المقبل حصرياً أو لإحدى القنوات الأجنبية أو العربية، ووصفوه بأنه تفريط فى حق من حقوق الوطن، وبأنه عملية مدبرة لبيع مصر للأجانب وشبهوها ببيع قناة السويس وتأجير الآثار، مناشدين صديقهم معالى وزير الرياضة منع هذه المهزلة، كما اتهموا وزير الإعلام بالخيانة إذا وافق على البيع ونصحوه برفع سعر إشارة البث للقنوات الأجنبية إلى 40 ألف دولار عن المباراة الواحدة، وهو ما يدل على الأنانية وتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الأندية وعدم معرفتهم بما يحدث فى أوروبا حيث اشترت المؤسسة الإعلامية «سكاى» التى يملكها الملياردير الأسترالى موردوخ معظم الدوريات الأوروبية حصريا مع تسويقها لقنوات مشفرة أخرى منها الجزيرة، ولم نسمع عن مواطن أوروبى واحد احتج على المزايدة فى حقوق بلاده، ويتهم وزير بلده بالعمالة أو الخيانة!!