تم اختيار الفيلم المصرى «حاوى» إخراج إبراهيم البطوط للعرض فى مسابقة مهرجان روتردام السينمائى الدولى ال40، الذى يقام فى المدينة الهولندية من 26 يناير إلى 6 فبراير العام المقبل. وهو أكبر مهرجان للسينما المستقلة فى أوروبا، ويقام فى شهر يناير نفسه الذى ينعقد فيه مهرجان صاندانس أكبر مهرجان للسينما المستقلة فى أمريكا والعالم. «حاوى» الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه، الذى حقق فيلمه الثانى «عين شمس» عام 2008 نجاحاً دولياً كبيراً، وفاز بأول جائزة ذهبية يفوز بها فيلم مصرى فى مهرجان تاورمينا لأفلام دول البحر المتوسط ذلك العام، والمعروف أن البطوط هو الأب الروحى للسينما المستقلة فى مصر منذ عقدين، وكما تم دعم «عين شمس» من المركز القومى للسينما فى المغرب، تم دعم «حاوى» من مؤسسة هيوبرت بالس ومؤسسة يان فريمان فى هولندا. وكما تم اختيار «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله السيد فى مهرجان تورونتو، ها هو مهرجان روتردام فى احتفاله بدورته الأربعين يختار «حاوى»، مما يؤكد أن السينما المستقلة هى التى تشرف السينما المصرية فى العالم، وتصنع المستقبل بجدارة، وبدعم جهات عربية أو أوروبية، ومن دون أى دعم من وزارة الثقافة ممثلة فى المركز القومى للسينما، بل لقد حرمت الوزارة «عين شمس» من الجنسية المصرية، ووافق المركز القومى للسينما فى المغرب على منحه الجنسية المغربية، وربما يصبح «حاوى» هولندياً! وقد اختير «حاوى» مع 11 مشروعاً آخر من بين 75 تقدمت إلى ورشة دعم الأفلام الأفريقية فى مهرجان دربان السينمائى الدولى ال31، الذى عقد فى جنوب أفريقيا من 22 يوليو، وأعلنت جوائزه فى أول أغسطس، وهناك حضر حسام علوان، مدرس السينما فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومنتج الفيلم، وكم كان على حق عندما قال إن وزارة الثقافة فى مصر تتعامل مع السينمائيين المستقلين باعتبارهم من «الخارجين على القانون»، وإنها تدعم فقط السينما السائدة فى مصر، وهى مثل كل سينما سائدة فى العالم لا تعبر عن الحياة الحقيقية، وإنما تصنع حياة أخرى يراها جمهورها. وفى هذا المهرجان لم يعرض من مصر غير فيلم قصير من الإنتاج المستقل أيضاً، وعنوانه «بكارة» إخراج هشام صقر، وعرض المهرجان 200 فيلم من كل دول العالم منها 20 فى المسابقة، ومنها 9 أفلام من جنوب أفريقيا فى عرضها العالمى الأول، وفاز بجائزة أحسن فيلم، الفيلم الإيرانى «المروجالبيضاء» إخراج محمد راسولوف، وهو أحد السينمائيين الإيرانيين المعتقلين فى طهران بتهمة معاداة النظام الدينى الديكتاتورى. [email protected]