كثر الجدل والحديث فى الآونة الأخيرة عن موضوع استرداد تمثال رأس الملكة الفرعونية نفرتيتى جميلة الجميلات الذى اكتشفها العالم الأثرى الألمانى يورجارت وذلك لوضعها فى متحف زوجها إخناتون، وعلى الرغم من مرور آلاف السنين على رحيلها فمازالت تحفة تخلب ألباب العالم برقتها ووجهها الجميل والمتواجد حالياً بمتحف برلينبألمانيا! وهذا الأسبوع افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل المتحف المصرى ببرلين والذى تصدره رأس الملكة نفرتيتى الذى تكلف إصلاحه 212 مليون يورو، وقالت إن التاريخ يسطع من جديد فى برلين من خلال الآثار المصرية المعروضة بالمتحف! الغريب فى الأمر أن دكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، لم يشارك فى الاحتفال رغم تلقيه دعوة رسمية للحضور لقناعته بأن التمثال غادر مصر عام 1913 بصورة غير شرعية، ويجب علينا البحث والتحرى عن كيفية خروجه لاسترداده حيث إن اتفاقية اليونسكو التى وقعتها مصر تنص على أنه من حق أى دولة لها إرث ثقافى أن تطالب بعودته فيما عدا الإهداءات، فليس لنا حق المطالبة بها مثل المسلة الفرعونية بميدان الكونكورد بباريس، التى أهداها محمد على باشا لحكومة فرنسا! ونظراً للشهرة العالمية التى اكتسبها التمثال بألمانيا، فقد تفتق ذهن الألمان عن حل يرضى الطرفين، وهو اعتراف ألمانيا بملكية التمثال لمصر، ووضعه فى متحف برلين مقابل حصة نقدية من عائدات المتحف تسدد لمصر سنوياً، ولإنهاء هذه المشكلة أعتقد أنه من الحكمة ألا نرفض هذا العرض، لأنه يمثل دعاية عظيمة لآثارنا الفرعونية بالخارج، وأنه مكسب لمصر أن يكون رأس نفرتيتى سفيرة من تاريخنا القديم بهذا العرض الراقى، كما أنها تمثل دعوة غير مباشرة لزيارة مصر فى أفواج سياحية لمشاهدة المزيد من آثارنا العظيمة، خاصة أن لدينا الكثير من الكنوز الفرعونية التى تكفى الكثير من متاحف العالم والتى وللأسف الشديد مازالت فى أجولة وصناديق فى سراديب المتحف المصرى ولم نشاهدها بعد، ويجب علينا ألا يؤثر هذا الجدل على العلاقات المصرية الألمانية التى نحن فى حاجة إلى توثيقها وتدعيمها لصالح البلدين وكفانا عناداً!! محاسب/ فوزى بغدادى سموحة - الإسكندرية