الحياة جميلة وتستحق أن نعيشها رغم ما فيها من «قطارات» فأنا أكتب اليوم ودرجة حرارتى (40) أسوانى، أى حوالى (39) جرينتش، لكنه الإصرار فعظمة الإنسان أن ينتج من خلال «الكمادات» وقيل لى إنها حمى البحر الأبيض المتوسط لأنك تؤذن فى مالطة، لكن «مقاولاً» صديقاً لا أثق فى كلامه أخبرنى أنها شدة وتزول حتى سطح الأرض المهم أن تراضى مهندس الحى.. والغريب أن الطبيب الذى استدعوه بعد أن فحصنى طلب مائة جنيه وواحد، ليقول لى ما كانت تقوله أمى منذ أربعين سنة (إنت مش نافع) فسأله ابنى (مفيش تخفيض للطلبة؟) فقال الطبيب (هو أبوك بيشتغل إيه؟) فرد الولد بأدب (هوه من زمان «أب» وبس، ومفيش حد عندنا بيشتغل غير الخلاط) فقال الطبيب (خلاص هاتوا الخلاط)، وبعد أن انصرف الطبيب قالت زوجتى (فداك يا أخويا الخلاط أحسن ما تتبهدل زى عم فرغلى فى التأمين) وذكرتنى بقصة قديمة عندما سمعنا بعد منتصف الليل صراخ عم «فرغلى» وتجمع الجيران وقال «الحمصانى» (مش معقولة يكون البوليس بيعذبه دلوقتى فى بيته) وقالت تفيدة (ده نور الشقة منور يبقى عنده حرامى).. قال الحمصانى (معقولة الحرامى ح يسيب مؤتمر الحزب دلوقتى وييجى يسرق شقة عم فرغلى)، استمر الصراخ فقال فتيحة (أنا متأكد إنه بيصرخ علشان جعان أنا عندى قطة بتعمل كده!).. صعدنا إلى شقة عم «فرغلى» فى الدور المخالف وحملناه إلى مستشفى التأمين الصحى حيث فحصه الطبيب بإهمال وهو يردد (العمل عبادة لكن فى العيادة)، ثم سأل فرغلى (عندك أجهزة كهربائية؟) فقالت «تفيدة» (إنت دكتور ولا مأمور جمرك؟) فنهرها الطبيب قائلاً (ما تيجى تكشفى عليه بدالى) وقال الحمصانى (هوه أدرى بشغله يا تفيدة).. عاود الطبيب سؤاله فرد عم «فرغلى» (أيوة عندى سخان شاى واخدة من بنتى) قال الطبيب (كمان واخدة من بنتك وطول عمرنا بنحذر الناس من انتقال العدوى).. ثم انتحى الطبيب جانباً بالحاج «الحمصانى» وطلب منه أن نسرع بأخذ عم «فرغلى» وننصرف لأنه سيموت ومن الأفضل أن يموت فى بيته.. فى الممر الخارجى للعنبر كان عم «فرغلى» يسير فى الأمام ونحن وراءه وكأنها «بروفة» لجنازته.. فى نهاية الممر المظلم كانت «ممرضة» تجلس على الكونتر - عرفتها «تفيدة» وسلمت عليها - وسألتنا (مين اللى ح يموت فيكم؟) فأشرنا على عم «فرغلى» فقالت الممرضة التى تعرف «تفيدة» (ما تخافوش مش ح يموت ولا حاجة دى تعليمات جاية لنا) سألتها «تفيدة» (إزاى مش فاهمة؟) قالت الممرضة (أصل إحنا ما عندناش لا سراير ولا أدوية وجت تعليمات للأطباء يقولوا لأهل أى مريض إنه ح يموت علشان يأخدوه ويمشوا).. بعد انتهاء القصة حضر الطبيب الذى فحصنى وقال (الخلاط مش جايب غير تسعين جنيه). [email protected]