أعرب مجلس نقابة الصحفيين، أمس، عن إدانته ما سماه «ظاهرة شيوع وانتشار ممارسات صحفية خاطئة ومسيئة» ترتكبها قلة تستخف بمعايير وأعراف وتقاليد المهنة . واستنكر المجلس فى بيان له خروج هذه القلة فى سلوكها عن مقتضيات الاستقامة والنزاهة والدقة الواجبة فى العمل المهنى الصحفى على ما يؤكد ميثاق الشرف الذى أقرته الجمعية العمومية. وأعلن المجلس «براءة» ما سماه «الجسد الرئيسى للجماعة الصحفية» وأغلبيتها الساحقة من هذه الظاهرة «الشاذة» التى تلحق أشد الضرر ب«مصداقية صحافتنا وتشوه الوجه المشرق للصحافة الوطنية الجادة الساهرة بكل أنواعها وانتماءاتها على أداء رسالتها وواجبها فى تبصير الرأى العام بالحقائق والتعبير عن همومه بصدق». وشدد المجلس على ضرورة حرص جميع الأطراف فى الساحة الصحفية والإعلامية على تشجيع وتدعيم التجارب الناجحة فى هذا المجال بما يساعدها على «عدم الانزلاق إلى أخطاء وخطايا نراها تتكاثر وتتراكم». وقال البيان: «لا يمكن أن نقبل مبررا أو مسوغا لأى أخطاء أو خطايا أو انحراف مهنى وأخلاقى فى الساحة الصحفية»، مناشدا جميع الزملاء أن «ينبذوا ويلفظوا تماما تلك القلة التى تسىء لشرفهم وسمعتهم ونبل وسمو مهنة الصحافة التى هى مهنة الضمير». وأعرب المجلس عن إصراره على أنه «لن يتهاون» إزاء هذه المخالفات مؤكدا ضرورة احترام الجميع لأحكام ميثاق الشرف الصحفى. وفى سياق متصل، دعا مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، إلى ضرورة اإصدار قانون للنقابة يعيد ترتيب علاقة الصحفى بمؤسسات الدولة والمجتمع، ويواجه متطلبات الدولة، وينظم حرية تدفق المعلومات، ويجعل الصحافة الإلكترونية وأعمال المدونين جزءا أصيلا من مستقبل الصحافة وكياناتها المؤسسية. وشدد نقيب الصحفيين فى كلمته خلال الاحتفال بيوم الصحفى على التزام مجلس النقابة بتحسين الأحوال المادية والوظيفية للصحفيين. من ناحيته، قال الكاتب سلامة أحمد سلامة، بعد تسلمه جائزة النقابة التقديرية، إنه بالرغم من أن حالته الصحية لا تسمح له بالوقوف طويلا ليلقى كلمته، فإنه لابد من مصارحتنا ببعض الملاحظات عن حالة الصحافة فى مصر وما يتهددها من أخطار وتحديات. وأضاف سلامة أن هناك إجماعا على أن الصحافة المطبوعة باتت تواجه منافسة حادة من الفضائيات والإنترنت، الأمر الذى يهددها إعلاميا واقتصاديا، ويضعف تأثيرها على المجتمع، منبها إلى أن ذلك أدى إلى «تسرب» العديد من العناصر الإعلامية بحثا عن مواقع جديدة للتميز والتأثير على الرأى العام، وهو ما سيؤدى إلى إضعاف الصحف المطبوعة. وتابع سلامة: «يسود اتجاه قوى، لم يعد مقصورا على الصحافة الخاصة والمستقلة، مؤداه أن القارئ لا يريد إعلاما راقيا، فهو يكتفى بما تقدمه الفضائيات من فرقعات إعلامية وأخبار عاجلة، وهو ما يبدو مريحا بالنسبة للكثيرين الذين يجدون فى صحافة التسلية والاستخفاف استثمارا سهلا قليل التكلفة، فى حين تظل الصحافة المتعمقة هى الأكثر دوما وقدرة على المنافسة مع وسائل الإعلام الأخرى على المدى الطويل». ونوه سلامة بأن الصحفيين يتحملون بدرجة أو أخرى ما تتعرض له مصداقية الصحف التى لا تتورع عن نشر أخبار ملتوية ومبتورة كما حدث مع ما تعرض له نور الشريف، دون تمحيص أو تدقيق أو دليل.