يحكى أن السفيرة الأمريكية «آن باترسون» شُوهدت تصعد الدرج الرخامى إلى مكتبها الفخيم بالسفارة الأمريكية بجاردن سيتى، وهى تتغنى بكلمات أغنية «الفراولة بتاع الفراولة» لطيّب الذكر الريس متقال قناوى، وطلبت من صفحة «الفيس بوك» بالسفارة وضع الأغنية على الصفحة، وطلبت مزيداً من أغنيات الريس متقال، خاصة أغنية «بص على الحلاوة حلاوة، دى بلدى ونقاوة نقاوة»، ليسمعها وزير الخارجية الأمريكية، جون كيرى، خلال إقامته فى القاهرة. السفيرة تعشق مذاق الفراولة البلدى، ومن فرط حبها للفراولة صارت ترتدى ملابس يغلب عليها لون الفراولة، واستحدثت شاياً بالفراولة، شبيها بالشاى بالياسمين، تقدمه لضيوفها المميزين، واحد شاى بالفراولة وانسى يا عمرو. تيمناً بثمرة الفراولة، صارت الفراولة البلدى طبق الفاكهة الرئيسى على مائدة السفيرة، التى تجتمع فيها بألوان الطيف المصرى، تقدم الفراولة طازجة، أو مطهوة، حلوى الفراولة، كيك محلى بالفراولة مع شاى بالفراولة، وفى الخلفية تتسلل للأذن موسيقى متقال الصاخبة، ناقص ترتدى «باترسون» الجلباب المقصب، والمنديل «أبوأوية» ليكتمل المشهد المصرى فى السفارة الأمريكية. دبلوماسية الفراولة تختلف كلية عن دبلوماسية الموالد، السفير الأمريكى الأسبق «ريتشارد دونى»، كان مولعاً بالموالد، وقع صريعاً فى حب سيدى أحمد البدوى، كان يقطع الفيافى بسيارة دفع رباعى ليحضر الليلة الكبيرة فى «طنطا»، غرام السفيرة بالفراولة غير خافٍ، آن باترسون وهى تتذوق الفراولة فى قرية البضائع بمطار القاهرة، فراولة خالص، فراولة تصدير، ياختى على جمالك جنب الفراولة، فراولة على فراولة ياست. «باترسون» إن نجحت فى فتح الأسواق الأمريكية لشحنات الفراولة المصرية، كتر خيرها، الولاياتالمتحدة أحد أكبر البلاد المستهلكة والمستوردة للفراولة فى العالم، فيما تعد مصر هى رابع أكبر منتج للفراولة فى العالم، بإنتاج تقدر قيمته بنحو 330 مليون دولار أمريكى سنوياً، وكتر خيرها أكثر لو كفّت عن تصدير شحنات القلق السياسى إلى الإدارة الأمريكية، وعليها أن تكتفى بزيارة مزارع الفراولة بدلاً من اللف على مقار الأحزاب المصرية تتفقد أحوال الرعية. تصدير الفراولة مهم، عقبال الكنتالوب، ويا ريت تكتفى السفيرة بلقب سفيرة الفراولة، الحركة السياسية للسفيرة فى القاهرة لا علاقة لها بتاتاً بالفراولة، خلتها خل خالص، السفيرة جموح لدور سياسى متعاظم فى الحالة المصرية، وكما تحاول شحن الفراولة إلى أمريكا، تعمل جاهدة، ووزير خارجيتها، على شحن المعارضة المصرية إلى الاتحادية، والتوصية بعدم مقاطعة الفراولة أقصد الانتخابات.. يفتحان أسواقاً للفراولة الرئاسية، الشاى بالفراولة سره باتع أكتر من الشاى بالياسمين المعتمد رئاسياً. استقطاب عدد من رموز المعارضة والمجتمع المدنى إلى مائدة الفراولة لا يعنى نجاح دبلوماسية الفراولة فى تفكيك الصف المعارض، المعارضة المصرية إلا قليلاً (المتأمركين) لا تعصر فراولة، تعصر ليموناً، وتضرب نفسها بالصرم القديمة أن أعطت ثقتها لبياع الياسمين، ولا يمكن تسلم مقودها لسفيرة الفراولة. ثمرة الفراولة تلون شفايف السفيرة، نجحت السفيرة فى تصدير أول شحنة فراولة إلى أمريكا، لكنها لم تنجح فى فتح آذان الإدارة الأمريكية وعقلها على شحنات الغضب المصرية المعبأة فى الصدور من جراء الدعم الأمريكى اللامحدود لإدارة الرئيس مرسى، على نحو دفع قادة المعارضة لمقاطعة زيارة جون كيرى، رغم أن الفراولة كانت حاضرة، أقصد السفيرة الأمريكية.