احتفلت السفارة الأمريكية بتصدير الفراولة المصرية علي أنغام "متقال". واحتفلنا نحن بالهجوم علي وزير خارجيتها "جون كيري".. أو الاحتفاء به. علي الموقع الالكتروني الرسمي للسفارة الأمريكية فيديو بأغنية "فراولة بتاع الفراولة.. قرب اشتري مني أولي". وفي قرية البضائع بمطار القاهرة عقدت السفيرة الأمريكية مؤتمرا صحفيا مع أول شحنة فراولة مصرية تصدر إلي أمريكا. وقالت ان بلادها من أكبر البلاد المستوردة للفراولة في العالم. مصر هي رابع أكبر منتج للفراولة في العالم بانتاج أكثر من ثلاثمائة مليون دولار سنويا. وفتح الأسواق الأمريكية أمامها دليل علي جودتها العالمية. كنا نتحسر علي فراولة زمان التي غني لها "الريس متقال" من ثلاثين عاما. ونعجب لتلك الثمرات الجديدة. فيقولون لنا: لزوم التصدير. وكنا نسخر من وزير الزراعة "يوسف والي" ورجاله أصحاب فتوي بلاش قمح نزرعها فراولة. "وناكل ملبن".. وإن كان علي رغيف العيش أمره سهل. نستورده من بره. ولو كان مسرطن!.. لم يخطر وقتها علي البال فكرة تلات أرغفة في اليوم. لم يقل لنا صاحبها إذا كان الرغيف يؤخذ قبل الأكل أو بعده؟! هل كانت الفراولة تجارة أم سياسة؟. تنبأ بها الصحفي الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" عندما جاء إلي القاهرة التي تردد عليها كثيرا والتقي قيادات الإخوان المسلمين وحزب النور في بداية هذا العام. وذكر بدون سبب أن لقاءه مع "خيرت الشاطر" كان في بيته وبعد أن قدم له كوب عصير فراولة. سوف يصدر "جون كيري" بياناً بما قيل وحدث. أو ببعضه. فهو مضطر لذلك. ديمقراطيتهم تلزمهم. وسوف تتسرب معلومات أكثر بأقلام صحفيين أمريكيين يعرفون أكثر. أو يسمح لهم بذلك.. وسوف تكشف جلسات الكونجرس نوايا واتجاهات قد تحمل أسرارا.. ودعونا من المؤتمرات الصحفية! في مصر لا شيء من هذا.. لا بيان رسمياً ولا أي كلام يشفي. ولا متحدث باسم أي جهة احيط علماً بما دار.. أما الصحف والتليفزيون فهم آخر من يعلم. وإذا علموا انقسموا ما بين التكهنات والمغالطات!.. علي الأقل. من حقنا أن نعرف باللغة العربية ان كان "كيري" شرب الفراولة عندنا أم أخذها معه إلي واشنطن؟. وإذا كانت أمريكا تبدي اهتماماً وقلقاً بعدم الاستقرار في مصر. نتمني تشارك جميع القوي السياسية في الانتخابات القادمة وترجع عن موقفها. وأن تبدي الحكومة نوايا طيبة وتطمئن الآخرين. وترجع في موقفها مثل السماح بمراقبة دولية وكانت تعتبرها خيانة.. المهم أن تمشي الأمور.. ذلك أن الهدف الأمريكي مع خالص الشكر لنوايا الديمقراطية هو ضمان أمن إسرائيل وسلامة منابع النفط العربية والوقوف في وجه النفوذ الإيراني وكل ما يحقق المصالح الأمريكية. وهذا هو الأمر الطبيعي. كما أن أمريكا لم تحسب أهم القوي المصرية وهي الجماهير التي لا يحكمها الإخوان ولا توجهها جبهة الانقاذ. هل يمكن أن نسأل لمن حقاً توجه المعونة الأمريكية. وغيرها. وعمرها سنوات. ويهددون بقطعها. ويخفون شروطها. أما الناس فلا يحسون بها؟!