ما بين مستشفى المبرة العام ومستشفى الصحة بمنطقة مطار إمبابة بدأت رحلة أحمد أحمد مرعى 31 عاما للبحث عن مستشفى يستقبل والدته سعاد فرحات، البالغة من العمر 62عاما، لمدة 4 ساعات متواصلة، حيث كانت تعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة، وصل إلى 40 درجة، فظن أنها أصيبت بأنفلوانزا الخنازير، فضلاً عن معاناتها من مرضى السكر والضغط، ورغم ذلك رفض المستشفى الأول استقبالها، فى حين لم يجد «أحمد» أطباء فى المستشفى الثانى لإسعاف والدته، وهناك نصحه أحد الأشخاص بالتوجه إلى مستشفى حميات إمبابة، وقتها شعر «أحمد» بأن معاناته التى بدأها فى السابعة صباحاً قد انتهت، ولم يكن يعلم أن وصوله لمستشفى الحميات بداية لمعاناة أخرى بدأت عندما فشل فى إيجاد كرسى متحرك لنقل والدته إلى باب الطوارئ، وقال: «بعد حوالى انتظار دام 15 دقيقة، وجدت ترولى مع أحد عمال المستشفى يشبه عربة الفول، وكان الترولى مخصصاً لنقل أكياس القمامة والأدوات الطبية، وبالطبع لم تسترح والدتى فوقه، وتعرضت للانزلاق من فوقه لأكثر من مرة». وأضاف: «كنت أعتقد أنى سأجد معاملة جيدة من العاملين فى المستشفى، خاصة أنهم متخصصون فى علاج حالات ارتفاع درجة الحرارة، إلا أننى وجدت معاملة استهانة شديدة من الممرضات والأطباء، فلم يتحرك أحد من مكانه، على الرغم من حالة الإعياء الشديد، الذى كانت تعانى منه والدتى». وتابع: «بعد جهد طويل وصلنا إلى قسم الطوارئ، وطلبنا من الطبيب سرعة إسعاف والدتى، وبعدها أخذ عينة دم منها، وقبل ظهور النتيجة قرر عودتها إلى المنزل وعدم حاجتها للحجز». «حالة من الفوضى وسوء التنظيم واللامبالاة بأمراض المواطنين» هكذا وصفت أم إكرامى- 40 عاما- وضع مستشفى الحميات وقالت: «قررت الكشف على ابنى (محمد)، 4 سنوات فى مستشفى الحميات، بعدما وصلت حرراته إلى 39 درجة، لأننى خفت أن تكون عدوى بأنفلونزا الخنازير، وكنت أعتقد أنه فى حالة الوباء دى هيهتموا بالولد، خاصة أن كل المستشفيات فيها طوارئ بعد بداية الدراسة، إلا أننى وجدت المستشفى أسوأ مما كانت عليها قبل إعلان الوباء، والدكاترة ما بيكشفوش على المريض أكتر من لحظات، ولا يستمعون لشكوى المريض، حتى دواء السخونية اللى كنا بنحصل عليه مجاناً طلبوا منى أشتريه من بره، لأنه مش متوافر فى المستشفى». تدق الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد الماضى ليدخل أحد الأباء مسرعا إلى فناء المستشفى حاملاً ابنته الطالبة فى المرحلة الإعدادية تعانى من فقدان تام للوعى، بسبب الارتفاع الشديد فى درجة حرارتها، حتى أصيب المتواجدون فى المكان بذعر، ورددوا اعتقاداتهم باحتمالية إصابتها بأنفلونزا الخنازير، وخلال دقائق تم تشخيص حالتها، وتحويلها إلى مستشفى قصر العينى، لإجراء أشعة مقطعية على المخ. وعلى سلالم صيدلية المستشفى لم تجد الحاجة زينات السيد «55 عاما» بديلا للجلوس انتظاراً لنتيجة التحليل، على مدار أكثر من ساعتين ونصف، الحاجة زينات التى جاءت من مركز «أبو كبير» فى محافظة الشرقية وقطعت عشرات الكيلو مترات إيماناً منها بجودة الخدمة الطبية المقدمة فى ذلك المستشفى، على حد قولها. وبدأت حديثها قائلة: «كل حاجة فى المستشفى حلوة ماعدا مستوى النظافة، فالقطط فى كل مكان، وأكياس الشيبسى والبسكويت والمناديل الورق تتراكم أسفل المقاعد المخصصة لجلوس المرضى، ولذلك اضطررت إلى الجلوس على سلم الصيدلية، بعد أن وضعت عليها كيس بلاستيك». تطرقت زينات أيضا فى وصفها لمستوى نظافة المستشفى إلى مستوى رداءة دورات المياه قائلة: «لا يمكن لأى شخص أن يعبر أمام الحمامات، بسبب انبعاث الروائح الكريهة منها، بخلاف علب تحاليل البول التى تملأ أرضية الحمام». الشكوى من تراجع مستوى الخدمة الطبية المقدمة فى المستشفى لم تقتصر فقط على المرضى بل أيضاًَ بعض طالبات معهد التمريض، الذين يترددون على المستشفى للتمرين، وقالت إحدى الطالبات التى رفضت ذكر اسمها: «أجهزة المستشفى عطلانة، مما أعاق حصولنا على التدريب العملى المقرر، حتى الأطباء والممرضات لا يرتدون الكمامات اللازمة لحمايتهم من مرض أنفلونزا الطيور والحميات، الذين يترددون على المستشفى، خاصة فى العيادات الخارجية المجانية فى المستشفى».