أثار قرار تركيا إلغاء المناورات الجوية المشتركة بينها وبين إسرائيل، التى كان مقرراً أن تستضيفها الأسبوع المقبل، استياء الجانب الإسرائيلى، وعلى الرغم من عدم إبداء المسؤولين هناك اهتماماً كبيراً بالقرار، فإن تأكيدات مسؤولى وزارة الدفاع الإسرائيلية، بأنهم سوف يعيدون النظر فى الطلبات التركية الجديدة لشراء أسلحة، تشير إلى أن هناك تدهوراً فى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما أكد ذلك ما نشرته الصحف الإسرائيلية، أمس، عن مستقبل التحالف الاستراتيجى بين تركيا وإسرائيل، حيث وصفت صحيفة «هاآرتس» الوضع بأنه خطير، كما نقلت «معاريف» مخاوف الحكومة الإسرائيلية من محاولات رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركى توجيه بلاده نحو عملية أسلمة تدريجية. من جانبه فسر اللواء عادل سليمان، الخبير العسكرى، موقف تركيا من المناورات الإسرائيلية المشتركة بأنه محاولة لدعم التوجهات التركية فى لعب دور الوسيط بين العرب وإسرائيل، مدللاً على ذلك بما بررت به أنقرة أسباب إلغائها تلك المناورات التى تستضيفها منذ عام 2001 وهو استخدام إسرائيل الطائرات نفسها التى استخدمتها فى عملية «الرصاص المصبوب» التى تعرض لها قطاع غزة فى العدوان الأخير. واعتبر سليمان أن ما يثار حول توتر العلاقات التركية الإسرائيلية بعد ذلك الموقف مجرد مبالغات، مؤكداً أن التحالف الاستراتيجى بين البلدين لا يسمح بمثل هذه التكهنات، كما رفض الاتفاق مع التصريحات التى نشرت على لسان مسؤولين إسرائيليين، وأشارت إلى محاولات تركيا أن تنأى بنفسها عن الغرب، متسائلاً: «كيف يعقل ذلك وهى تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبى؟». وحلل الدكتور وجدى زيد، المستشار الثقافى المصرى السابق بتركيا، موقفها من المناورات الإسرائيلية، بأنه فى إطار المناورات السياسية التى تمارسها تركيا طوال الوقت وتبرع فيها، مؤكداً أن أجندة وزير الخارجية التركى الجديد تهدف لإعادة توسيع العلاقات حتى مع بلاد لم تكن بينها وبين تركيا علاقات من قبل، بالإضافة إلى دفع العلاقات الحالية نحو الأمام، وهو ما يتعارض مع تداعيات الموقف التركى الأخير من تدهور علاقاتها بإسرائيل. وأوضح زيد أن ما يحكم تلك المناورات التركية يكون فى الغالب مصلحة البلاد، وقال: الحكومة التركية الجديدة تدير عملية المناورة داخل وخارج البلاد بذكاء شديد»، واعتبر أن المخاوف الإسرائيلية من محاولات أردوجان أسلمة تركيا هى مخاوف قديمة ارتبطت بشكل كبير بأجندة حزب العدالة والتنمية الحاكم، المعروف عنه توجهه الإسلامى، إلا أنه أكد أن أهداف الحكومة بالوصول إلى الاتحاد الأوروبى تدعمها القواعد العلمانية التى وضعها الحزب لنفسه منذ توليه الحكم بشكل مقبول إسلامياً.