تمثال محمد على.. من الشانزليزيه إلى الإسكندرية

عالم الماضى الجميل المدهش بالصورة والكلمة نقف عليه من خلال إطلالة منوعة قدمتها مجلة «ذاكرة مصر المعاصرة» التى تصدر عن مكتبة الإسكندرية بشكل فصلى ويشرف عليها د. إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، ويرأس تحريرها د. خالد عزب.
المجلة تضمنت موضوعات توثيقية منوعة ومن بينها قصة أول برلمان مصرى، العدد الأول من الهلال، ملف عن الملك فاروق، موضوع عن توت عنخ آمون وحديقة الأزبكية، وصدرت المجلة فى إخراج فنى متميز ل«محمد طمان»، وتضمن العدد مجموعة من الصور المتميزة والنقية التى تنقلنا إلى ملامح الماضى الجميل،
وتضمن العدد موضوعا مهما حول تمثال محمد على باشا، الذى كان يفكر الخديو إسماعيل فى إقامته منذ 1865، والذى بلغت تكلفته حوالى 200 ألف فرانك تم دفعها إلى صانع التمثال المسيو ألفريد جاكمار، أحد أشهر المثالين الفرنسيين فى القرن التاسع عشر، والذى تلقى تعليمه فى مدرسة الفنون الجميلة فى باريس وأخذت شهرته فى الازدياد حتى أصبح عضوا فى مجلس العلوم فى باريس، ويرجع إليه الفضل فى إقامة عدد من التماثيل فى مصر، منها تمثال محمد بك لاظوغلى القائم الآن فى ميدان لاظوغلى، فضلا عن تماثيل الأسود الأربعة القائمة على كوبرى النيل، وفى 17 مايو 1869 تم تخصيص 8 آلاف جنيه للبدء فى تنفيذه وانتهى «جاكمار» من التمثال فى 1872،
وعرض لمدة شهر فى شارع الشانزليزيه، وفى 19 ديسمبر 1872 كان الاحتفال الرسمى بإقامته وسط ميدان محمد على الذى كان يتجلى فيه كفارس مهيب يمتطى صهوة جواده، وكأن النصر بات طوع بنانه وبدا واثقا من قوته، أما الفرس فقد مثله جاكمار يخطو فى ثقة وزهو، رافعا قدمه اليمنى عن الأرض،
كما نجح الفنان فى تمثيل شعر ورأس الفرس وذيله بواقعية شديدة، فيما صمم المعمارى امبرواز بودرى قاعدة التمثال وعلى جانبيها كتفان صغيرتان من الرخام بينهما وحدة زخرفيه من المعدن على هيئة هلال ونجمة.