كل يوم عندنا «أزمة» وكأننا بلد مصاب ب«الربو»، فى مصر يُحضر التلميذ معه «صابونة» حتى يأخذها بعد التخرج، فقد تركنا «تطوير المناهج» واكتفينا ب«تطهير الحمامات» فى بلد يدعونا إلى «إمساك الدفاتر» ويعانى هو من «إسهال القوانين» وكنت أنوى أن أخصص أسبوعاً لأفلام «عبدالفتاح القصرى» كأفضل «سنيد» فى السينما المصرية، وأسبوعاً لأفلام «عبدالله كمال» كأسوأ «سنيد» فى الصحافة المصرية، لكننى سأتوقف حتى ألتقط أنا أنفاسى، ويلتقط هو مخصصاته من مجلس الشورى فإذا عاد عدت ولكل حادث حديث وأحياناً ضحايا.. فنحن نتحدث فى «إطار السياسة» وكأننا ننفخ فى «إطار السيارة» فلا شىء يتغير فى مصر إلا أسماء الشهور، فلو علموا أن جنيناً فى بطن أمه ينوى ترشيح نفسه لأجهضوه واتهموه بتشكيل «حبل سرى» لقلب نظام الحكم الناحية التانية.. وحلاوة زمان عروسة وحصان، فكل السفن تعدى القنال بالطول، ونحن جيل عداها بالعرض دون أن يقول لنا أحد «كل سنة وانتم طيبين» فقد عجزوا أمام جبال القمامة، ونجحنا أمام خط بارليف.. وبعد الحرب عندما كان «عبدالله كمال» يكتب الواجب المدرسى إرضاء للمدرس (بالمناسبة ما هو موقفه هو وإخوته من التجنيد أرجو ألا يرد بأنهم جميعاً معفون لأن كل واحد فيهم وحيد أبويه) كنت أكتب فى أحد الخنادق هذا الكلام وهو ليس شعرا أو نثرا لكنه الصدق: (زوجتى الحبيبة بعد السلام/ أكتب إليك هذا الكلام/ وقد مر عام من بعد عام/ والآن عرفتِ بأن الجنود/ عادوا جميعاً وأنا لن أعود/ لنجلس سوياً نعد النقود/ لفستان أميرة وبدلة هشام/ سافرت يا روحى روحى لبعيد/ وصارت حبيبتى زوجة شهيد/ طارد بروحه جنود الظلام/ وخضب بدمه وجه التراب/ لتلبس أميرة ثوبها الجديد/ ويلهو هشام فى برج الحمام)....... فى مصر فقط يتطاول جرحى «الختان» على جرحى «الحروب». [email protected]