لم تجد هيئة النظافة والتجميل بالجيزة حلاً لأخطائها فى الخروج من أزمة القمامة سوى بخطيئة أكبر حسب مواطنى منطقة جزيرة محمد وكفر الحمام، فحولت المنطقة أسفل كوبرى الطريق الدائرى المؤدى للوراق إلى مقلب قمامة كبير رغم أن مقلب القمامة الرئيسى للمحافظة يبعُد بضعة كيلومترات وتحديدًا فى «شبرامنت». بات أسفل الكوبرى مثل بانوراما للقمامة، تلال تجاورها تلال بطول المنطقة الواقعة أسفله، تجاورها وحدة إسعاف الوراق، التى يئن موظفوها بالشكوى من الروائح الكريهة والحشرات الطائرة والحرائق، التى تندلع بين الحين والآخر فى أكوام القمامة. دقائق قليلة تفصل بين دخول وخروج عربات نقل الزبالة التابعة لهيئة نظافة شمال الجيزة، فلا تكاد تمر ساعة واحدة إلا ويمتلئ المكان بالقمامة وكذلك الحيوانات النافقة، فصارت المنطقة بؤرة كبيرة للتلوث تهدد صحة آلاف المواطنين المستقرين فى المنطقة الريفية المجاورة. أحد العاملين بوحدة إسعاف الوراق، طلب عدم ذكر اسمه، يؤكد أن عربات الإسعاف مهما حاولوا تطهيرها وتعقيمها إلا أنها سرعان ما تتلوث بفعل هذه الأدخنة والتربة الملوثة، ويوضح أنه يعمل بالوحدة منذ عشر سنوات، ولم ير هذه الزبالة إلا خلال الأعوام الماضية. وزاد الأمر بعد أزمة القمامة الأخيرة، موضحًا أن الوضع بهذه الطريقة يزيد من صعوبة عملهم فعلى حد قوله: «بخلاف الأمراض التى أصابتنا سواء جلدية أو صدرية إلا أننا لا نستطيع متابعة عملنا، بسبب عربات نقل القمامة التى تتجمع أمام باب الوحدة بطريقة تكاد تغلقها. الأذى الذى تسببه تجمعات القمامة لم يقتصر على وحدة الإسعاف، وإنما بات الأمر يؤرق 60 ألف نسمة هم سكان جزيرة محمد وكفر الحمام، فيقول سيد الجندى: «حاولنا الشكوى كثيرًا لكننا لم نجد استجابة من أى من المسؤولين وتجاهلونا وكأننا مواطنون درجة ثالثة». فيما أكد مصطفى عبدالمجيد أحمد، عضو مجلس محلى بالقرية، أنهم توجهوا بشكاوى إلى كل المسؤولين، بسبب الأمراض الصدرية التى انتقلت إلى أطفالهم، خاصة أن تجمعات الزبالة تشتعل بالنيران يوميًا وتهب الرياح لتنقل تلوثها على أطفال وأهالى القرية، ويضيف مصطفى: «المشكلة أن المسؤولين قالوا لنا إن الأرض تم تخصيصها بواسطة المحافظ ووزارة البيئة وتغيير التخصيص أمر يكاد يكون مستحيلاً». فيما أكد حسين الجندى، عضو مجلس محلى، أن هذا المكان تابع لقرية جزيرة محمد، ورغم أن المسؤولين خصصوه لكى يكون تجمعًا للزبالة فإن أهالى القرية لا يستطيعون نقل القمامة إليه». «المنطقة التى باتت تجمعًا للقمامة ومكانًا ينفر منه المارة كان قبل أعوام قليلة عبارة عن حديقة للأطفال» هذا ما قاله أحد العاملين بالهيئة العامة للنظافة، طلب عدم ذكر اسمه، مؤكدًا أن المنطقة تعتبر نقطة تحول أو تجميعًا للقمامة نهارًا لحين نقلها إلى مقلب الجيزة العمومى فى شبرامنت.