اعتبر السفير وائل أبوالمجد، نائب مساعد وزير الخارجية، مدير إدارة حقوق الإنسان، أن اعتماد المجلس الدولى لحقوق الإنسان قرارا مشتركا تقدمت به مصر والولاياتالمتحدة حول حرية الرأى والتعبير، يمثل أهمية كبيرة، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء فى المجلس تقبلت القرار بصعوبة. كان المجلس اعتمد أمس الأول القرار، الذى ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أنه يمنح الدول الإسلامية «حصانة أخلاقية» فى أى مرة يشعرون فيها بإهانة أحد معتقداتهم من قبل السياسيين أو الإعلام فى الغرب. وقال أبوالمجد ل «المصرى اليوم» إن القرارات المتعلقة بحرية التعبير كانت تصدر فى السابق بالتوافق، ولكن فى السنوات الأخيرة أصبح هذا القرار من أصعب القرارات وأكثر خلافيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعود إلى أن الغرب يعتبر حرية التعبير حرية مطلقة ولا يجوز تقييدها بأى شكل. وفى المقابل فإن مصر والدول العربية والإسلامية تعتبر أن حرية التعبير حرية سامية، بشرط عدم إساءة استخدامها فى المساس بمعتقدات الآخرين أو الحض على الكراهية الدينية والعرقية. ولفت إلى أن «العهد الدولى لحقوق الإنسان» يؤيد المواقف المصرية والعربية والإسلامية فى هذا الأمر، حيث تحظر المادة 20 من العهد الدولى، الحديث الذى يحض على الكراهية الدينية. وقال أبوالمجد: العالم، فيما يتعلق بحرية التعبير، انقسم إلى فريقين (الشرق والغرب)، ولذلك اجتمعت كل من مصر والولاياتالمتحدة باعتبارهما أكبر دولتين فى الفريقين لمحاولة التوصل إلى القرار الأخير». وأضاف: «على مدى 3 أشهر، جرى تفاوض عنيف بين الجانبين، حتى تم التوصل إلى مشروع قرار تم تقديمه إلى المجلس الدولى لحقوق الإنسان لاعتماده». وأشار نائب مساعد وزير الخارجية إلى أن الجانبين كانا يدركان أن المسألة لن تكون سهلة فى المجلس، وكانا مستعدين لتفاوض شاق، موضحا أن دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء فى المجلس كان لديها صعوبة فى تقبل إدانة القرار لمسألة التنميط السلبى للأديان، ولكنها فى النهاية قبلت بصياغة تتضمن هذا الأمر وهو ما يعد من أكبر المكاسب. وذكر أن القرار المصرى - الأمريكى تضمن إشارات متعددة تحذر من الحض على الكراهية الدينية والعرقية، معتبرا أنه بعد اعتماد القرار بالتوافق «أصبح ما فيه يمثل ضمير ووجدان المجتمع الدولى فى ما يتعلق بحرية التعبير». وشدد على أن مصر والدول العربية والإسلامية مع حرية التعبير، مستطردا: «لكن لكل البشر مصلحة فى ضبط ممارسة هذا الحق». وقال أبوالمجد: «نحن لا ننادى بتقييد هذا الحق، ولكن يجب ضبطه طبقا للمادة 20 فى العهد الدولى لحقوق الإنسان». من جانبه، أوضح السفير هشام بدر، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى جنيف، أن المبادرة المصرية - الأمريكية جاءت فى إطار الشراكة القائمة بين الدولتين مستهدفة البناء على ما جاء فى خطاب الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة من التزام أمريكى صريح بمكافحة الإساءة إلى الإسلام وبناء جسور مع العالم الإسلامى، واستطرد قائلا إن الجانبين المصرى والأمريكى قاما خلال الشهور الماضية بإعداد مشروع قرار يحقق نقلة نوعية فى الحوار الدولى حول حرية التعبير، ويؤكد من جهة على أهمية هذا الحق، ومن جهة أخرى على التزام جميع الدول بوضع التزاماتها فى هذا الخصوص موضع التنفيذ الفعال، خاصة ما يتعلق بمكافحة الممارسات التى تحض على الكراهية العنصرية والدينية. على جانب آخر، أكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن القرار هو الأول الذى تتبناه الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ انضمامها للمجلس فى يونيو الماضى، والذى يعتقد بأنه ساهم كثيراً فى كسر الجمود الذى أصاب العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى أثناء تأجج غضب العديد من الدول الإسلامية بعد نشر الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله وعليه وسلم.