السجين المظلوم يغادر السجن بحكم «الجنايات».. والأم تموت ليلة الإفراج عنه

بعد 70 يوماً قضاها دون ذنب بين المجرمين والمتهمين، خرج السجين المظلوم بسبب تشابه الأسماء من سجن مزرعة طرة أمس الأول، وأخلت محكمة جنايات القاهرة سبيله وعاد إلى منزله ليجد والدته العجوز رحلت عن الحياة حزناً عليه.
يوم السبت الماضى، وقف المتهم البرىء نبيل حسب الله أمام هيئة المحكمة، روى لهم تفاصيل قصته التى حكاها 20 مرة دون أن يصدقه أحد، فالقضية التى يقضى بسببها العقوبة الصادرة ضده بالسجن لمدة 10 سنوات، لا تخصه، ولا يعرف عنها شيئاً، مجرد تشابه أسماء، وقدم محاميه ما يفيد صحة كلامه.
القضية صدر الحكم فيها عام 1972، والمتهم فيها كان يعمل سائقاً فى شركة حكومية، وعمر المتهم البرىء وقتها كان 17 عاماً، وهو ما يستحيل معه استخراج رخصة قيادة فى هذا العمر طبقاً لقانون المرور.
وكشفت الواقعة قصة بطولية لزوجة السجين المظلوم، إذ تبين أنها حصلت على عناوين باقى المتهمين فى القضية القديمة، وسافرت إليهم فى محافظة الدقهلية، رغم أنها لا تجيد القراءة والكتابة.. وجدتهم قد رحلوا عن الحياة،
وبعد أيام البحث فى الشوارع، توصلت إلى منزل المتهم الحقيقى، ولكنه كان قد رحل أيضاً عن الحياة، واعترف ابنه بأن والده هو الشخص المتهم فى تلك القضية، توسلت إليه الزوجة أن يدلى بتلك الشهادة، لم يتردد الشاب فى رفع الظلم عن مواطن، وحضر إلى القاهرة وأدلى بأقواله وقدم شهادتى ميلاد ووفاة والده.
وفى اليوم الذى قررت فيه محكمة الجنايات إخلاء سبيل السجين، كانت روح والدته قد فارقت الحياة حزناً عليه، وأخفى أفراد الأسرة الخبر عنه وخرج عم «نبيل» من السجن يوم الخميس الماضى،
وكان خبر وفاة الأم أكثر إيلاماً من السجن 70 يوماً، ذهب إليها فى المقابر حكى لها تفاصيل ما حدث له فى الأيام الماضية، ألقى عليها السلام بعدما ترك لها سؤالاً يحتاج إجابة.. من يعوض السجين المظلوم؟